ويقول ريزفان: إن العُشر من تسعمائة مصحف التي جمعت من تلك القصاصات المكتشفة يرجع إلى مصاحف قديمة مكتوبة بالخط الحجازي النادر في القرنين السابع والثامن الميلادي. ويعتني المستشرق بوصف خصائص تلك المخطوطات التي عثر عليها من طريقة كتابة الحروف، وأعداد السطور في الصفحة الواحدة، وأنواع تنقيط الأحرف، وطريقة تشكيل الكلمات، وأنواع الزخارف المستعملة. ويشير إلى أن زخرفة المصاحف القديمة تشبه زخرفة الكتب اليونانية والرومانية القديمة، فيصرح - مستدلاً ببحوث غرومان - بأن التراكيب المركبة من الخطوط الملتفّة والمتعارضة ترتقي إلى المخطوطات اليونانية والسريانية، وأن الزخارف التي تستغرق نصف الصفحة أو أكثر هي محاكاة طريقة Clavi (١) المستعملة في الأقمشة الرومانية المتأخرة(٢).
ويعتني ريزفان عناية بالغة بالفروق بين النسخ المكتوبة بالخطين الحجازي والكوفي المتقدم وبين نسخ القرآن المتأخرة، ويؤكد أن الألف فيها تكتب منفصلة عن الحروف الأخرى إذا كانت في وسط الكلمة، كما يشير إلى ترك كتابة الألف في كثير من المخطوطات القديمة وإبدال الهمزة بالألف فيها. ويؤكد ريزفان – تبعا لبوين – بأن تقسيم الآيات في كثير من مخطوطات صنعاء لا يطابق جميع التقسيمات المعروفة. ويصرح المستشرق – دون ذكر أدلة – بأنه قد اكتُشِف في تلك المخطوطات عدد من القراءات الشاذة، كما يشير إلى إعادة كتابة بعض الكلمات فيها. ويزعم أن تلك الفروق بين المخطوطات القرآنية ووجود تلك التصويبات فيها تدل على أن للقرآن تاريخاً مثل تاريخ كتب اليهود والنصارى.

(١) تعني هذه الكلمة اللاتينية ((الخط العمودي)).
(٢) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ١٩٧


الصفحة التالية
Icon