ثانياً: يؤكد ريزفان وجود أخطاء لغوية ونحوية في القرآن، فيقول: ((ولعل إيقاع وتركيب كثير من الوحي، وظهور الخلل والأخطاء اللغوية والنحوية في تنسيق الكلام، وظهورَ علامات عدم استقرار عملية الاتصال النطقي، كلها تتعلق بتوتر أعصاب النبي وانفعالاته حال قبول الوحي وإلقاء المواعظ. وفيما بعد أنتجت هذه الخصاص النحوية للقرآن تفاسيرَ معقدةً للغاية من قبل العلماء العرب والمسلمين في القرون الوسطى، كما أنتجت مجموعةً من النظريات المتعلقة بلغة القرآن)). وتجدر الإشارة بأن هذا التصريح من المؤلف يناقض بيانه في شأن تعرض القرآن للتحرير(١). فلو كان الأمر كما ذكر المؤلف فما الذي منع النبي ﷺ – حاشاه الله - أن يصحح خطأ نحويا فيما بعد!
ثالثاً: يصرح بأن القرآن إنما هو تعبير عن انفعالات محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((إن أصالة لغته، وعدم تجانس صيغه وأسلوبه، جاءت نتيجة طول مدة تأليف القرآن، كذلك تنوع مضمونه، إنما نتيجة بحث محمد عن وسائل دقيقة للتعبير عن الأفكار والحقائق الاجتماعية التي اكتسبت معانيها خلال نشاطه النبوي))(٢).
رابعاً: يذكر أن القرآن يتميز بأسلوب فكري خاص في حين كان المثال البياني والمقارنة حجةً بدل التسلسل المنطقي. ويشهد لذلك – حسب رأي ريزفان – أن دعوة محمد كلها زاخرة بضرب الأمثال كما هي زاخرة بالدعوة إلى المقارنة والتشبيه(٣).

(١) ريزفان، القرآن وعالمه، ص ٣٦.
(٢) المصدر نفسه، ص ٣٩.
(٣) المصدر نفسه، ص ١٠٩.


الصفحة التالية
Icon