خامساً: يقول ريزفان إن القرآن يعج بالكلمات المستوردة ويؤكد رأي المستشرق هِرْشْفِلْد أن عجز محمد ﷺ عن التعبير الكافي عن أفكاره وأمثاله الناشئة باللغة العربية اضطره إلى إيراد كلمات من لغات أخرى(١). وتجدر الإشارة إلى أن المستشرقين الأروبيين كانوا يرجعون في كثير من الأحيان إلى مؤلفات علماء الإسلام المتعلقة بالجدال في موضوع خلق أو عدم خلق القرآن، مستعملين المؤلفات التي تحتج لخلق القرآن بوجود الكلمات الأجنبية الكثيرة فيه.
ولكن وجود الكلمات المستوردة في القرآن لا يُعد نقيصة في حقه، وكان علماء الإسلام يلاحظون أن وجود اللهجات العربية المختلفة في القرآن يدل على أنه منزل من عند الله، لأنه لا يستطيع أحد أن يستوعب جميع لهجات العرب بشكل تام. فهل يستطيع أحد من العرب أن يحيط بلغة العرب جميعا؟ ولهذا نجد الكلمة في القرآن بلغات مختلفة، ونجد فيه التركيب النحوي بلغة من لغات حمير وسدوس وهذيل وغيرهم.
سادساً: يشير المستعرب الروسي إلى افتقار التسلسل المنطقي بين الآيات في معظم السور، ويذكر أن النبي ﷺ تكلم بالآيات في أوقات مختلفة ولأسباب متنوعة(٢). وتجدر الإشارة أن هذا الرأي مما لم يُجمع عليه المستشرقون الروس. فمثلاً، تشير شيدفار إلى أن كثيرا من السور تمثل تركيبا تاماً. ولكنها مع ذلك تدعي أنه كان من الممكن فيما بعد إدراج آية أو آيات في السور(٣).

(١) المصدر نفسه، ص ٥٦.
(٢) المصدر نفسه، ص ٣٦.
(٣) شيدفار، النظام الاستعاري في الأدب العربي الكلاسيكي في الفترة من القرن السادس إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ص ٥٩.


الصفحة التالية
Icon