وتوضح شيدفار عدم الترابط بين بعض الآيات بكون مواعظ النبي ﷺ تنعكس فيها الآراء الجمالية المعهودة للعربي الذي عاش في القرن السابع الميلادي، مرهف الإحساس شديد التفاعل مع فنون الكلام. ولا تُدرك هذه الانفعالية بالعلاقة المنطقية الدقيقة المستنتجة من الأفكار والخطط والأمثلة بعضها من بعض، بل تُدرك بمعارضة بعضها بعضاً بصورة بينة(١).
وذكر ابن العربي المالكي أنه كتب كتابا في مقاصد السور وتناسب الآيات والسور وعرضه على الناس في زمانه، قال: رأيت الناس بَطَلَة لم يقبلوا عليه، ولم يهتموا له مع عظيم علمه وشرف معلومه، قال: فلما رأيت ذلك الإعراض منهم أحرقته وجعلته بيني وبين الله جل وعلا. وكتب أيضا الرازي في تفسيره بعض المناسبات. وإلى أنْ وصل الأمر إلى الزركشي، فعرض في كتاب ((البرهان))، أبواباً جيدة بالمناسبات والمقاصد. ومن الكتب في علم مقاصد السور كتاب ((البرهان في مناسبة ترتيب سور القرآن)) لأبي جعفر بن الزبير الغرناطي، وكتابي ((تناسق الدّرر في تناسب السور)) و((أسرار التنزيل)) للسيوطي، وكتاب ((نظم الدرر في تناسب الآي والسور)) لبرهان الدين البقاعي.(٢)

(١) المصدر نفسه، ص ٦٥.
(٢) المصدر نفسه.


الصفحة التالية
Icon