وقال عمر لطفي العالم: ((إن السورة القرآنية مترابطة المعاني في الآيات والجمل حول موضوع كليّ واحد. ووحدة موضوع النص الرفيع لا تعني حصر الكلام في جزئية فكرية، ومتابعة البحث في هذه الجزئية من كل الجوانب المتعلقة بها، فهذه ليست من وظائف النصوص الرفيعة، وإنما هي من وظائف فصول العلوم الاختصاصية التي قلما ترافقها بلاغة عالية وتوجيه تربوي وأمر ونهي، وترغيب وترهيب، وموعظة وتذكير. بل ويكفي في وحدة الموضوع للنص التربوي البليغ أن يهدف إلى كلية من الكليات الفكرية الكبرى، وأن تكون فقراته وأفكاره العامة بهذه الكلية، مشتقة منها، أو موصولة بها بوجه من الوجوه، والغرض التعليمي أو التربوي أو البياني البليغ هو الذي استدعى إيراد الفكرة ضمن الموضوع الكلي الذي يدور حول النص، وإن النصوص القرآنية متكاملة في الموضوعات التي اشتمل عليها القرآن، وكل نص من النصوص الواردة حول موضوع واحد، يشتمل على ما يملأ فراغ حبة في عقد الموضوع، ويمتاز ببيان فكرة إذا انضمت إلى سائر الأفكار التي أبانتها سائر النصوص، تكامل بيان الموضوع بكل عناصره ومن كل جوانبه))(١).
وذكر المفسرون أن سورة الإخلاص نزلت في توحيد الأسماء والصفات أو في التوحيد العلمي الخبري، وسورة الفاتحة في بيان محامد الرب جل وعلا، وسورة النحل في النِّعم، وسورة الكهف في الابتلاء، وسورة العنكبوت في الفتن.
الخاتمة

(١) عمر لطفي العالم، المستشرقون والقرآن. دراسة تقدية لمناهج المستشرقين، ص ٦٧.


الصفحة التالية
Icon