فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ عُثْمَانَ دَعَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، فَنَسَخُوهَا(٤) فِي الْمَصَاحِفِ، وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاَثَةِ: إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا ذَلِكَ.(٥)
ثم أضافوا بعد ذلك آخَرِينَ بحسب ما كانوا يحتاجون إليه من الإملاء والكتابة، وكان منهم أبيُّ بن كعب الذي احتاجوا إليه للاستظهار، كما ورد في رواية محمد بن سيرين السابقة.
وقد وقع في الروايات الواردة تسمية تسعةٍ من هؤلاء الاثني عشر رجلاً، وهم:
١ - زَيْد بْن ثَابِتٍ.
٢ - عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ.
٣ - سَعِيد بْن الْعَاصِ.(٦)
٤ - عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ.(٧)
وهؤلاء هم الأربعة المذكورون في حديث أنسبن مالك السابق قريبًا.
٥ - أبي بن كعب، كما في حديث كثير المتقدم أيضًا.
٦ - أنس بن مالك.
٧ - عبد الله بن عباس.(٨)
٨ - مالك بن أبي عامر،(٩) جد مالك بن أنس، ثبت ذلك من روايته.(١٠)
وقال الإمام مالك بن أنس: كان جدِّي مالك بن أبي عامرٍ مِمَّن قرأ في زمان عثمان، وكان يُكتبه المصاحفَ.(١١)
٩ - كثير بن أفلح،(١٢) كما في حديث ابن سيرين المتقدم.
وفيه قول محمد بن سيرين: فقلت لكَثِيرٍ -وكان فيهم (فيمن يكتب): هل تدرون لم كانوا يُؤَخِّرونه؟ قال: لا، قال محمد: فظننت أنَّهم إنَّما كانوا يُؤَخِّرونه لينظروا أحدثهم عهدًا بالعرضة الآخرة، فيكتبونَها على قوله.(١٣)
وقد روي عن أبي المليح عن عثمان ؟ أنه حين أراد أن يكتب المصحف قال: تُمِلُّ(١٤) هُذيلٌ، وتكتبُ ثَقِيفٌ.(١٥)
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: لا يُمْلِيَنَّ في مصَاحِفِنا إلاَّ غِلمانُ قُرَيشٍ وثَقِيفٍ.(١٦)


الصفحة التالية
Icon