بل ذهب عز الدين بن عبد السلام(٢٩) إلى تحريم الكتابة على الرسم العثماني الأول، ووجوب كتابة القرآن على الاصطلاحات المعروفة عند عامة الناس.
قال الزركشي بعد ذكر قول الإمام أحمد في تحريم مخالفة مصحف عثمان: وكان هذا في الصدر الأول، والعلم غضٌّ حيٌّ، وأما الآن، فقد يخشى الإلباس، ولهذا قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمة؛ لئلا يوقع في تغيير الجهال.(٣٠)
قال البنا الدمياطي: وهذا كما قال بعضهم: لا ينبغي إجراؤه على إطلاقه؛ لئلا يؤدي إلى درس العلم، ولا يترك شيء قد أحكمه السلف مراعاة لجهل الجاهلين، لا سيما، وهو أحد الأركان التي عليها مدار القراءات.(٣١)
(١) ألاق الدواة فلاقت: لزق المداد بصوفها. لسان العرب (ليق) (٥/٤١١٥).
(٢) ذكره القاضي عياضٌ في الشفا بتعريف حقوق المصطفى (١/٣٥٧-٣٥٨)، والحافظ في فتح الباري (٧/٥٧٥).
(٣) رواه الديلمي في مسنده، انظر فردوس الأخبار (١/٣٦٤) ح ١١٧٤.
(٤) الكواكب الدرية ص ٣٤.
(٥) الكواكب الدرية ص ٣٤.
(٦) رواه الداني في المقنع في معرفة مرسوم مصاحف الأمصار ص ١٨، ورواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب اتفاق الناس مع عثمان على جمع المصاحف، ص ١٩، ولفظه: ولم ينكر ذلك منهم أحدٌ.
(٧) الشفا بتعريق حقوق المصطفى (٢/٦٤٧).
(٨) الجامع لشعب الإيمان (٥/٦٠٠).
(٩) رواه البيهقي في الجامع لشعب الإيمان (٥/٦٠٠)، وفي السنن الكبرى (٢/٣٨٥)، والحاكم في المستدرك (٢/٢٢٤)، وصححه ووافقه الذهبي.
(١٠) السنن الكبرى للبيهقي (٢/٣٨٥).
(١١) الجامع لشعب الإيمان (٥/٦٠١)، وانظر البرهان في علوم القرآن (١/٣٨٠).
(١٢) أحمد بن المبارك السَّلْجِماسي اللَّمَطِي، فقيه مالكي، عارف بالحديث، ولد في سَلْجِماسة سنة ١٠٩٠ هـ، ١٦٧٩م ونشأ فيها، ثم انتقل إلى فاس، فقرأ وأقرأ، حتى صرَّح لنفسه بالاجتهاد المطلق، وتوفي بفاس سنة ١١٥٦ هـ، ١٧٤٣م. الأعلام (١/٢٠١-٢٠٢).