ويجاب عن هذا الاستشكال بأن تواتر قرآنية المعوذتين في عصر ابن مسعودٍ لا شكَّ فيه، ولا يلزم من ذلك تكفيره ؟، إذ إن التواتر -وإن كان يفيد العلم الضروري- فإنه نفسه ليس علمًا ضروريًّا -أي أنه قد يخفى على بعض الناس، فليس من الضروري أن يعلم كلُّ واحدٍ من أهل العصر بتواتر الشيء، فإن خفي عليه هذا التواتر كان معذورًا، فلا يُكَفَّر.
قال ابن حجر: وأجيب باحتمال أنه كان متواترًا في عصر ابن مسعودٍ، لكن لم يتواتر عند ابن مسعود، فانحلَّت العقدة بعون الله تعالى.(٣٧)
(١) مناهل العرفان (١/٢٧٥).
(٢) قال الحافظ ابن حجر: هكذا وقع هذا اللفظ مبهمًا، وكأن بعض الرواة أبْهمه استعظامًا له، وأظن ذلك سفيان، فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبْهام. فتح الباري (٨/٦١٥).
(٣) رواه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب سورة (قل أعوذ برب الناس) (٨/٦١٤) ح ٤٩٧٧.
(٤) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (٦/١٥٤) ح ٢٠٦٨٢.
(٥) رواه أحمد في مسنده، مسند الأنصار (٦/١٥٤) ح ٢٠٦٨٣. قال الهيثمي: رواه عبد الله بن أحمد والطبراني، ورجال عبد الله رجال الصحيح، ورجال الطبراني ثقات. مجمع الزوائد (٧/١٥٢).
(٦) رواه عبد بن حميد في مسنده، انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/٩)، وفتح القدير للشوكاني (١/٦٢)، ورواه أبو بكر الأنباري، انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(١/٨١).
(٧) رواه عبد بن حميد في مسنده، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة، انظر فتح القدير (١/٦٢).
(٨) انظر مناهل العرفان (١/٢٧٦).
(٩) رواه ابن ماجه في سننه كتاب المقدمة، باب فضل عبد الله بن مسعود (١/٤٩) ح ١٣٨، وابن أبي داود في كتاب المصاحف، باب كتابة المصاحف حفظًا ص ١٥٢-١٥٣.
(١٠) رواه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب من ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب (١/٢١٦) ح ٨٢٠.