وتعلقوا في ذلك بما روي عن خارجة بن زيد بن ثابت أنه قال: قالوا لزيدٍ: يا أبا سعيد أوْهَمْتَ! إنَّما هي (ثمانية أزواجٍ من الضأن اثنين اثنين ومن المعز اثنين اثنين ومن الإبل اثنين اثنين ومن البقر اثنين اثنين)، فقال: لا، إن الله تعالى يقول: } فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى{، فهما زوجان، كل واحدٍ منهما زوج: الذكر زوجٌ، والأنثى زوجٌ.(٣٠)
قيل: فهذه الرواية تدل على تصرُّف النُّسَّاخ في المصاحف، واختيارهم ما شاءوا في تلاوة القرآن وكتابته.
والجواب أن كلام زيدٍ في هذا الأثر لا يدل على تصرُّفٍ في اختيار القراءة، وإنَّما بيانٌ لوجه القراءة التي قرأ بِها بعد سماعها من النَّبِيّ ؟، وكتابتها بين يديه.(٣١)
(١) قال ابن الأثير: أي: يعصيكَ ويُخالِفكَ. النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/٤١٤).
(٢) رواه ابن أبي شيبة في المصنف، باب ما يدعو به في قنوت الفجر (٢/١٠٦) ح ٧٠٣٠.
(٣) رواه أبو عبيد، انظر الإتقان في علوم القرآن (١/١٨٤).
(٤) أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، انظر الإتقان في علوم القرآن (١/١٨٥).
(٥) رواه ابن الضريس، انظر الإتقان في علوم القرآن (١/١٨٥).
(٦) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى، باب دعاء القنوت (٢/٢١١)، وابن أبي شيبة في المصنف باب ما يدعو به في قنوت الفجر (٢/١٠٦) ح ٧٠٣١، وفيه أيضًا عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن عليًّا ؟ قنت في الفجر بِهاتين السورتين، فذكرهما، ح ٧٠٢٩.
(٧) انظر الإتقان في علوم القرآن (١/١٨٥).
(٨) انظر نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٧٩، ومناهل العرفان (١/٢٦٤).
(٩) انظر: نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٨٠.
(١٠) تأويل مشكل القرآن ص ٤٧، ونكت الانتصار لنقل القرآن ص ٧٩-٨١، ومناهل العرفان (١/٢٧١).
(١١) نكت الانتصار لنقل القرآن ص ٨٠.
(١٢) رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف باب جمع عثمان المصاحف ص ٣٢-٣٣.