أن ابن عباس قرأها } تستأنسوا ﴿ وفسرها بالاستئذان.
فعن ابن عباس في قوله: ﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ﴿،(٤٢) قال: الاستئناسُ: الاستئذانُ.(٤٣)
الأثر الرابع:
أن الرواية بذلك عن ابن عباس غير ثابتة.
قال أبو حيان: وأما قول من قال: إنَّما كتبه الكاتب وهو ناعسٌ، فسوَّى أسنان السين، فقول زنديقٍ ملحدٍ.(٤٤)
أنه يحتمل أن قول ابن عباس: "كتبها وهو ناعس"، بِمعنى أنه لم يتدبر الوجه الذي هو أولى من الآخر، وهذا الرد محتمل في كثير من تلك الروايات.
الأثر الخامس:
أنه قد استفاض عن ابن عباس أنه قرأ ﴾ وقضى ﴿،(٤٥) وذلك دليل على أن ما نسب إليه في تلك الروايات من الدسائس التي لفَّقها أعداء الإسلام.(٤٦)
قال أبو حيان: والمتواتر هو: ﴾ وقضى ﴿، وهو المستفيض عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهم في أسانيد القراء السبعة.(٤٧)
الأثر السادس:
في قوله تعالى: ﴾ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءً {،(٤٨) فالرواية الواردة عن ابن عباس في تغيير موضع الواو ضعيفة، لا تصح.(٤٩)
الأثر السابع:
أنه لم ينقل أحدٌ من رواة القراءة أن ابن عباس كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهذا يدل على عدم صحة هذا النقل عنه، إذ كيف يقرأ ما يعتقد أنه خطأ ويترك ما يعتقد أنه الصواب.
على أنه قد روي أن أُبَيًّا ؟ كان يقرأ: (مثل نور المؤمن)، وهي قراءة شاذة مخالفة لرسم المصاحف، وينبغي أن تحمل على أنه ؟ أراد تفسير الضمير في القراءة المتواترة، أو على أنَّها قراءة منسوخة.(٥٠)
(١) وفي بعض الروايات سألت عائشة عن لحن القرآن، عن قول الله... الحديث.
(٢) من الآية ١٦٢ من سورة النساء.
(٣) من الآية ٦٩ من سورة المائدة.
(٤) من الآية ٦٣ من سورة طه.