(٥٠) انظر البحر المحيط (٦/٤١٨)، ومناهل العرفان (١/٣٩٢).
تابع المبحث الثاني: رد الشبهات التي أثيرت حول الجمع العثماني
الشبهة السابعة: دعوى تغيير الحجاج بن يوسف مصحف عثمان
ادعى بعض الطاعنين في القرآن الكريم أن الحجاج بن يوسف الثقفي غيَّر حروفًا من مصحف عثمان، وأسقط حروفًا كانت فيه، وأنه كتب ستة مصاحف وجه بِها إلى الأمصار، وجمع المصاحف المتقدمة، وأغلى لَها الخل حتى تقطعت، وأنه قصد بذلك التزلف إلى بني أمية بإثبات خلافتهم، وإبطال خلافة ولد عليٍّ والعباس.(١)
وتعلقوا في ذلك بنحو ما روي عن عوف بن أبي جميلة أن الحجاج بن يوسف غيَّر في مصحف عثمان أحد عشر حرفًا، قال:
كانت في البقرة: (لم يتسنَّ وانظر)، بغير هاء، فغيَّرها: } لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴿،(٢) بالهاء.(٣)
وكانت في المائدة: (شريعة ومنهاجًا)، فغيَّرها: ﴾ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴿.(٤)
وكانت في يونس: ﴾ يَنْشُرُكُمْ ﴿، فغيَّرها: ﴾ يُسَيِّرُكُمْ ﴿.(٥)
وكانت في يوسف: (أَنَا آتِيكُم بِتَأْوِيلِهِ)، فغيَّرها: ﴾ أَنَا أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ ﴿.(٦)
وكانت في المؤمنين: (سيقولون لله، لله، لله)، ثلاثتهن، فجعل الأخريين: (الله، الله).(٧)
وكانت في الشعراء، في قصة نوح ؟: (مِنَ الْمُخْرَجِينَ)، وفي قصة لوط ؟: (مِنَ الْمَرْجُومِينَ)، فغيَّر قصة نوح: ﴾ مِنَ الْمَرْجُومِينَ﴿،(٨) وقصة لوط: ﴾ مِنَ الْمُخْرَجِينَ ﴿.(٩)
وكانت في الزخرف: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَعَايِشَهُم)، فغيَّرها: ﴾ مَعِيشَتَهُمْ ﴿.(١٠)
وكانت في الذين كفروا: (مِن مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ)، فغيَّرها: ﴾ مِن مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ﴿.(١١)
وكانت في الحديد: (فالذين منكم واتقوا لهم أجرٌ كبير)، فغيَّرها: ﴾ وَأَنْفَقُوا ﴿.(١٢)
وكانت في إذا الشمس كُوِّرَتْ: ﴾ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ ﴿،(١٣) فغيَّرها: ﴾ بِضَنِينٍ {.(١٤)