ولا يشكل عليه أيضًا ورود أكثر من سبع قراءات في بعض الكلمات، مثل قوله تعالى: } وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ﴿،(٢٩) فقد ذكر فيه أبو حيان اثنتين وعشرين قراءة،(٣٠) فإن علماء المسلمين أجمعوا على اشتراط التواتر لثبوت قرآنية أي نصٍّ، وبدون التواتر لا تثبت قرآنيته، وهذا الموضع وغيره إذا عرض على هذا الشرط لم يبق فيه من القراءات المتواترة ما يزيد على السبعة.
ففي الموضع المذكور قراءتان متواترتان: فقرأ حمزة﴾
وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ ﴿، بضم الباء من (عبُد) وخفض (الطاغوت)، وقرأ الباقون﴾ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ﴿، بفتح الباء من (عبَد)، ونصب (الطاغوت).(٣١)
ومع اعتبار أن كثيرًا من أفراد الأحرف التي نزل بِها القرآن قد نسخ في العرضة الأخيرة للقرآن الكريم، فلا إشكال في عدم وجود كلمة من القرآن تقرأ على سبعة أوجه، فإن أقصى ما ورد من الأوجه المتواترة في مواضع من القرآن هو ستة أوجه، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴾
أَرْجِهْ ﴿،(٣٢) فيها ست قراءات متواترة، وهي:
١. ﴾
أَرْجِهِ ﴿، دون همزة، وبكسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك قالون وابن وردان.
٢. ﴾
أَرْجِهِ ﴿، كالوجه السابق، لكن مع إشباع كسرة الهاء بوصلها بياء، وقرأ بذلك ورش والكسائي وابن جمَّاز، وخلف في اختياره.
٣. ﴾
أَرْجِئْهُ و﴿، بالهمز، مع ضم الهاء وإشباع ضمها بوصلها بواو، وبذلك قرأ ابن كثير وهشام.
٤. ﴾
أَرْجِئْهُ ﴿، بالهمز، مع ضم الْهاء من غير إشباع، وقرأ كذلك أبو عمرو ويعقوب.
٥. ﴾
أَرْجِئْهِ ﴿، بالهمز، مع كسر الهاء من غير إشباع، قرأ بذلك ابن ذكوان.
٦. ﴾
أَرْجِهْ {، دون الهمز، مع سكون الهاء، وهي قراءة الباقين من القراء العشرة.(٣٣)
(١) الإتقان في علوم القرآن (١/١٣١).


الصفحة التالية
Icon