وقد اتفق العلماء على أن جمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ؟، بقي على نفس الصورة التي تركها عليه النَّبِيّ ؟، ولم يتغير منه شيء، سواء في ذلك من رأى أن الأحرف السبعة باقية كلها، ومن قال إن الأحرف نسخت ولم يبق إلا واحدٌ، ومن ذهب إلى أن الباقي بعض الأحرف السبعة.(٩)
(١) انظر الفصل الرابع من الباب الأول، وهو العرضة الأخيرة.
(٢) انظر البرهان في علوم القرآن (١/٢٢٠).
(٣) رواه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب التحريم بخمس رضعات (١٠/٢٩-٣١) ح ١٤٥٢.
(٤) رواه أحمد في مسنده، مسند بني هاشم (١/٥٩٨) ح ٣٤١٢، ورواه النسائي في السنن الكبرى كتاب فضائل القرآن (٣/٧)، وكتاب المناقب (٤/٣٦).
(٥) شرح السنة (٤/٥٢٥).
(٦) النشر في القراءات العشر (١/٣٢)، وانظر الإتقان في علوم القرآن (١/١٤٢).
(٧) انظر روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (١/١٩٠).
(٨) روضة الناظر وجنة المناظر لابن قدامة (١/٢٠١-٢٠٢).
(٩) انظر: البرهان في علوم القرآن (١/٢٢٣)، ومناهل العرفان (١/٢٥٣-٢٥٤).
المبحث الثاني: الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية
اختلف العلماء في بقاء الأحرف السبعة في المصاحف العثمانية -بناءً على اختلافهم في المراد بالأحرف السبعة- على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
أن المصاحف العثمانية اشتملت على حرف واحد فقط من الأحرف السبعة، وهو حرف قريش، وأن الأحرف الباقية إما نسخت في زمن النَّبِيّ ؟، أو اتفق الصحابة على تركها درءًا للفتنة التي كادت تفتك بالأمة عندما اختلف الناس في قراءة القرآن.
وإلى ذلك ذهب ابن جرير الطبري، وأبو جعفر الطحاوي، وابن حبان، والحارث المحاسبي، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو عبيد الله بن أبي صفرة.(١)
وقال أبو شامة: وصرَّح أبو جعفر الطبري والأكثرون من بعده بأنه حرف منها.(٢)