قال التهانوي(١١) نقلاً عن جامع الرموز:... وشرعًا: ما تبيَّن أوله وآخره توقيفًا من طائفة من كلامه تعالى بلا اسم.
قال: وقوله: بلا اسم احتراز عن السورة... وهذا التعريف أصح.(١٢)
قال الجعبري:(١٣) حدُّ الآية قرآن مركب من جمل، ولو تقديرًا، ذو مبدأ ومقطع، مندرج في سورة.
وقال غيره: الآية طائفة من القرآن، منقطعة عما قبلها وما بعدها.
وقيل: هي الواحدة من المعدودات في السور.
وقال بعضهم: الآية طائفة من حروف القرآن عُلم بالتوقيف انقطاعها معنى عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخر القرآن، وعما قبلها وما بعدها في غيرها،(١٤) غير مشتمل على مثل ذلك، وبِهذا القيد خرجت السورة؛ لأنَّها تشتمل على آيات، والآية لا تشتمل على آية أصلاً.(١٥)
والصحيح أن الآية إنَّما تُعلم بتوقيف من الشارع، كمعرفة السور.
قال الزمخشري: الآيات علم توقيفي، لا مجال للقياس فيه، ولذلك عدوا } الم ﴿ آية حيث وقعت، ولم يعدوا ﴾ المر {... (١٦)
السورة لغةً
السورة واحدة سُوَر القرآن، وهي إما أن تكون من ( السؤر )، وهو ما بقي في الإناء من الشراب، بإبدال الهمزة واوًا، وتكون سميت سورة لأنها قطعة من القرآن.
أو من (السُّور)، وهو حائط المدينة الذي يحيط بالبيوت، قال جرير:(١٧)
سُورُ المدينةِ والْجبالُ الخشَّعُ
لَما أتى خبرُ الزُّبَيرِ تواضَعَتْ
وتكون سميت سورة لإحاطتها بآياتِها، واجتماعها كاجتماع البيوت بالسُّور.
أو من السورة بِمعنى المنزلة الرفيعة، قال النابغة:(١٨)
ترى كُلَّ مَلْكٍ دونَها يتذبْذبُ
ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أعْطاكَ سُورةً
وتكون سُمِّيت بذلك لارتفاعها؛ لأنَّها كلام الله تعالى.
أو من السورة من البناء، وهي ما حسُن وطال منه، أو كلُّ منزلة من البناء، وتكون سميت سورة لارتفاع قدرها، أو لأنَّها منزلةٌ بعد منزلةٍ، مقطوعةٌ عن الأخرى.