أو من التسور، بمعنى: التصاعد، يقال: تسَوَّرت الحائط، إذا علوته، ومنه قوله تعالى: } إذ تَسَوَّروا المحرابَ ﴿،(١٩)فتكون سميت سورة لتركيب بعضها على بعض.(٢٠)
السورة اصطلاحًا
قال الجعبري: السورة بعض قرآن يشتمل على آيٍ، ذو فاتحة وخاتمة، وأقلها ثلاث آيات.(٢١)
وقيل: السورة الطائفة المترجمة توقيفًا، أي: الطائفة من القرآن المسماة باسم خاصٍّ، بتوقيفٍ من النبي ؟. ـ(٢٢)
وقيل: السورة بعض كلام منزل مبين أوله وآخره، إعلامًا من الشارع، قرآنًا كان أو غيره، بدليل ما يقال سورة الزبور وسورة الإنجيل.(٢٣)(٢٤)
المبحث الثاني: ترتيب الآيات
كان جبريل ؟ ينزل بالآيات على رسول الله ؟، ويرشده إلى السورة التي هي منها، ويرشده أيضًا إلى موضعها من تلك السورة.
وكان النبي ؟ بعد ذلك يأمر كتبة الوحي بكتابتها، وإدراجها في الموضع الذي أرشده إليه جبريل ؟.
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ(٢٥) قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ؟ جَالِسًا إِذْ شَخَصَ بِبَصَرِهِ، ثُمَّ صَوَّبَهُ حَتَّى كَادَ أَنْ يُلْزِقَهُ بِالأَرْضِ، قَالَ: ثُمَّ شَخَصَ بِبَصَرِهِ، فَقَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ ؟، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضَعَ هَذِهِ الآيَةَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ:﴾ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {.(٢٦)