وعَنِ عُثْمَانَ بن عفَّان ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ؟ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَانُ وَهُوَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ مِنَ السُّوَرِ ذَوَاتِ الْعَدَدِ، فَكَانَ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الشَّيْءُ دَعَا بَعْضَ مَنْ يَكْتُبُ لَهُ فَيَقُولُ: ضَعُوا هَذِهِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الآيَاتُ قَالَ: ضَعُوا هَذِهِ الآيَاتِ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَإِذَا أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الآيَةُ قَالَ: ضَعُوا هَذِهِ الآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا.(٢٧)
وقد جُمِع القرآن كلُّه من هذا الوجه (وجه ترتيب الآيات) في زمن النبي ؟:
فعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ؟ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ.(٢٨)
قال البيهقي: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الكتاب: الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي ؟. ـ(٢٩)
وقال ابن فارسٍ:... وأما الجمع الآخر، فضمُّ الآي بعضها إلى بعضٍ، وتعقيب القصة بالقصة، فذلك شيءٌ تولاَّه رسول الله ؟، كما أخبر به جبريل عن أمر ربه ؟. ـ(٣٠)
مسألة: ترتيب الآيات في السورة توقيفي
انعقد الإجماع على أن ترتيب الآيات في السورة كان بتوقيف من النبي ؟ عن الله تعالى، وأنه لا مَجال للرأي والاجتهاد فيه، ولم يُعْلَم في ذلك مُخالفٌ.(٣١)
قال السيوطي: الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي، لا شبهة في ذلك، أما الإجماع، فنقله غير واحد، منهم الزركشي في البرهان، وأبو جعفر بن الزبير(٣٢) في مناسباته، وعبارته: ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه ؟ وأمره، من غير خلاف في هذا بين المسلمين. اهـ.(٣٣)
قال مكي(٣٤) وغيره: ترتيب الآيات في السور هو من النَّبِيّ ؟، ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة.