وأما كتاب أبي حيان المسمى " تحفة الأريب، بما في القرآن من الغريب" فقد أشرف على طبعه في عام ١٩٣٦ محمد سعيد بن مصطفى الوردي النعساني، وذيل عليه في هوامشه بما في الألفاظ التي ذكرها من قراءات وبما أغفله المصنف من غريب وقد لجأ المؤلف إلى ترتيبه وفقاً لنظام غريب يأخذ من نظام الجوهري في المعاجم بعض الشيء فقد رتب الألفاظ وفقاً لحروفها الأول فالأخير، ثم لم يراع ترتيب الحشو، وأتى به هملاً ففي حرف الخاء مثلا نجد الألفاظ على النحو التالي خسأ، خبأ، ثم خطب ثم خبت، ثم خرج، ثم خلد، خدد، خمد، خضد... الخ، ولم يدخل في اعتباره سوى الحروف الأصلية وحدها. أما العلاج فغاية في الاختصار ومقصور على الشرح اللغوي السريع للفظ، ولا يبين فيه الآية التي ورد فيها، ولا أثر فيه لأسماء لغويين ولا مفسرين ولا شواهد ولا ما إلى ذلك. وقد يسر ذلك لطابعه أن يضعه في جداول، صف منها للفظ، والثاني للشرح. فشغل ١٣٨ صفحة من القطع الصغير (كتب الجيب) لا خطر لها.
ولما رأى الشيخ قاسم الحنفي ذلك الترتيب، أحب أن يهذبه لييسره، وأن يزيد عليه بعض ألفاظ قليلة، فألف كتابه "مختصر كتاب التحفة في غريب القرآن" وتقتني دار الكتب المصرية نسخة مخطوطة منه(٢٣٤تفسير)، وقد بين في مقدمته القصيرة ما دعاه إلى اختصاره فقال : لما رأيت كتاب التحفة في غريب القرآن عقداً تناثرت درره، أحببت أن أنظمه في أقرب سلك، وهو الحرف الأول والثاني من الحروف الأصلية مميزاً ما زدت بقلة. ولم يغير الحنفي شيئاً من عبارة أبي حيان، فيما عدا الترتيب، والقليل الذي زاده.
وأما زين الدين العراقي فقد التزم في " ألفيته"أن يرتب ألفاظها لحروفها الأصول بالتدرج من أولها إلى آخرها، وأن يذكر الألفاظ بصورتها التي هي عليها في القرآن ما أمكنه ذلك. وكان يقتصر على ذكر الكلمة وشروحها بكل اختصار، ويخيل إلى أنه استقى شرحه من تحفة أبي حيان.