سنتناول في هذه الفقرة تلك الدارسات التي سبقت هذه الدراسة، وأفاد منها الباحث. وفي واقع الأمر، وحسب علم الباحث فليس هناك دراسة شاملة ظهرت بخصوص كشافات القرآن الكريم حتى كتابة هذا البحث. وغالب الدراسات التي سبقت هذه الدراسة عبارة عن سرد لبعض كشافات الآيات القرآنية، وبعضها عبارة عن إشارات لهذه الكشافات ضمن أعمال أكثر شمولا، أو عبارة عن ملاحظات على بعض كشافات القرآن الكريم. على أية حال، سنعرض للدراسات السابقة، التي لها فضل السبق، موضحين الإسهامات التي قدمتها تلك الدراسات وذلك من خلال مناقشتنا لها، وسنوضح بعض أوجه القصور التي اكتنفتها.
ونبدأ بدراسة تعد من أوائل الدراسات التي ناقشت كشافات الآيات القرآنية، وهي دراسة الحلوجي (١٤٠٨) المعنونة ب "جهود المستشرقين في مجال التكشيف الإسلامي" حيث تطرق الحلوجي وبشيء من الإيجاز إلى جهود المستشرقين في مجال تكشيف القرآن الكريم، وكذلك الحديث النبوي الشريف. ومحل اهتمامنا من دراسة الحلوجي، ما ذكره بخصوص كشافين أثنين يعدان من أوائل الكشافات التي ظهرت في مجال تكشيف نصوص القرآن. الكشاف الأول هو كشاف حسب ألفاظ القرآن صنعه المستشرق الألماني جوستاف فلوجل والمسمى ب" نجوم الفرقان في أطراف القرآن". وأما الكشاف الثاني فهو كشاف موضوعي وضعه المستشرق الفرنسي جول لابوم والمعنون ب"تفصيل آيات القرآن الحكيم"، حسب ترجمة محمد فؤاد عبد الباقي. هذان الكشافان أورد عليهما الحلوجي بعض الملحوظات سواء من حيث طريقة الترتيب أو قصور التغطية لآيات القرآن الكريم التي تم تكشيفها. ومن أجل سد بعض القصور الذي يوجد في كتاب جول لابوم صدر مستدرك على هذا الكشاف قام بإعداده إدوارد مونتيه.


الصفحة التالية
Icon