يعد النص القرآني نصا مميزا، فالقرآن هو كلام الله المنزل. وفهم دلالة النص القرآني يحتاج لكثير من الآليات، مثل الإلمام بأساليب اللغة العربية من تصريف واشتقاق وبلاغة ومعرفة لأسباب النزول وملابسات الآيات. إن تحديد دلالة الآية الواحدة من القرآن مرتبط بفهمها واستنباط ما تتضمنه من معاني، وهذا ما يعرف بالتفسير، الذي يعد من أجل علوم القرآن، وهو الذي عن طريقة نعرف دلالة الآيات والمراد منها؛ لهذا شدد علماء الإسلام خصوصا أهل التفسير من الخوض في آيات القرآن بدون آلية تمكن هذا الخائض من القدرة على التعامل مع نصوص القرآن. ينقل الزركشي (ت، ٧٩٤ هـ) في كتابه البرهان في علوم القرآن (ج١: ص ٢٩٢) عن مالك قوله: " لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالا " وينقل عن مجاهد قوله" لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب". ولعل سؤالا يرد هنا، إلا وهو: ما علاقة تفسير القرآن بتكشيف النص القرآني؟ هذا السؤال سيتم الإجابة عليه لاحقا عند الحديث عن التكشيف الموضوعي (المفاهيمي). على أية حال ما نحن بصدد الحديث عنه هنا، هو مناهج التكشيف المستخدمة في النص القرآني، وسيكون حديثنا منصبا على التعريف بكل منهج. وقبل ذلك سنتحدث عن تكشيف النص القرآني وعلاقته ببعض علوم القرآن كالغريب والأشباه والنظائر.
٣-١ بدايات أولية لتكشيف النص القرآني


الصفحة التالية
Icon