يمكن عد كتب غريب القرآن، وكذلك كتب الوجوه والنظائر بدايات أولية لعملية تكشيف آيات القرآن، وإن كان مؤلفوها لم يقصدوا ذلك، وهذا الرأي يؤيده كل من عطية (١٤١٨) و حسين (١٩٩٩). ونبدأ أولا بذكر كتب غريب القرآن وعلاقتها بعملية تكشيف آيات القرآن. فمن المعروف عند المتخصصين في القرآن وعلومه أن كتب غريب القرآن هي تلك الكتب التي تجمع ألفاظ معينة، وتعرف بالغريب -"وليس الغريب، ما كان غامض المعنى دون غيره، وإنما المراد به، تفسير مفردات القرآن، فكتب الغريب تعنى بدلالة ألفاظه، دون غيرها من المباحث المتعلقة بالتفسير أو المعاني" (الطيار، ١٤٢١، ص٨١). وترتب هذه الكتب وفق نظام معين، وغالبا ما يكون الترتيب المعجمي (الهجائي). وبعض كتب غريب القرآن تُرجع الكلمة إلى أصلها (الجذر)، ومن ثم يتم رصد مشتقات ذلك الجذر، والإشارة إلى آيات القرآن التي ورد فيها ذكر لتلك المشتقات.
وتوضيحا لعلاقة كتب الغريب بالتكشيف، نقول إن إيرادنا كتب الغريب هنا لأنها حسب اعتقادنا تمثل اللبنة الأولى في عملية تكشيف آيات القرآن؛ وذلك نظرا للأسباب التالية:
١- أن كتب غريب القرآن، والكتب المشابهة، تعتمد على ألفاظ من القرآن الكريم، وتعيد ترتيبها وفق نظام معين، وغالبا الترتيب الهجائي. وهذا العمل فيه شبه - إلى حد كبير - بكشافات ألفاظ القرآن الكريم المعاصرة مثل المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي وغيره.
٢- تساعد كتب الغريب في الإرشاد إلى أماكن وجود اللفظة الغربية في سور القرآن (خصوصا كتب الغريب التي تذكر اسم السورة التي ورد فيها ذكر لتلك اللفظة)، وهذا هو العمل الذي من أجله عملت الكشافات.
٣- تعامل كتب الغريب غالبا كأدوات مساعدة (أعمال مرجعية) في عملية البحث، وهذا أيضا هو دور الكشافات.


الصفحة التالية
Icon