واعتمادا على ما سبق يمكننا القول أن مفهوم التكشيف اللفظي لآيات القرآن نشأ مع ظهور هذه النوعية من الكتب المتعلقة بعلوم القرآن. وتجدر الإشارة إلى أن كتب غريب القرآن ظهرت في وقت مبكر، حيث تشير بعض المصادر (الطيار، ١٤٢١، ص ٧٨) إلى أن كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى البصري (ت، ٢١٠ هـ) يعد من أوائل الكتب المصنفة في غريب القرآن. أما من حيث ترتيب كتب غريب القرآن فيمكن تقسيمها إلى أربعة طرق كالآتي:
١- ترتيب ألفاظ الغريب وفق ترتيب سور المصحف الشريف. بداية بالفاتحة، وانتهاء بالناس. سار على ذلك أبو عبيدة (ت، ٢١٠ هـ) وغيره.
٢- ترتيب الألفاظ القرآنية - بعد تجريدها إلى أصولها (جذورها) - وفق حروف المعجم، (الترتيب الهجائي)، وسار على هذه الطريقة الراغب الأصفهاني (ت، بعد ٤٠٠ هـ).
٣- ترتيب الألفاظ القرآنية وفق حروف المعجم، ولكن بدون إرجاع الألفاظ إلى أصولها، وسار على هذه الطريقة السجستاني (ت، ٣٣٠هـ).
٤- ترتيب وفق نظام التقفية، وهي ما يعرف في معاجم العربية بنظام الباب والفصل، حيث الترتيب يكون أولا بآخر حرف من اللفظ، وهو الباب (الطيار، ١٤٢١، ص ٨٧-٨٨).
٣-٢ مناهج تكشيف نص القرآن الكريم
تختلف مناهج تكشيف النص القرآني فيما بينها، فمن المناهج ما يركز على اللفظة القرآنية فحسب دون مراعاة للدلالة، ومنها ما يهتم بتجميع الموضوعات ذات العلاقة تحت رؤوس موضوعات محددة. وسيكون الحديث في هذه الفقرة عن مناهج التكشيف المستخدمة في تكشيف آيات القرآن الكريم.
٣-٢-١ التكشيف اللفظي (النصي)