والعكس بالعكس تماماً : فهذا شخص منصب على الناحية المادية، فهو في كل يوم يتعاطى تمارين رياضية -كما يقولون اليوم- فهذا تشتد عضلاته، ويقوى جسده، ويصبح له صورة كما نرى ذلك أحياناً في الواقع، وأحياناً في الصور، فهؤلاء الأبطال مثلاُ تصبح أجسادهم كلها عضلات، فهل هو خُلق هكذا، أم هو اكتسب هذه البنية القوية ذات العضلات الكثيرة ؟ هذا شيء وصل إليه هو بكسبه واختياره.
ذلك هو مثل الإنسان الذي يضل في ضلاله وفي عناده، وفي كفره وجحوده، فيصل الران، إلى هذه الأكنة التي يجعلها الله عزوجل على قلوبهم ؟ لا بفرض من الله واضطرار من الله لهم، وإنما بسبب كسبهم واختيارهم، فهذا هو الجعل الكوني الذي يكسبه هؤلاء الكفار، فيصلون إلى هذه النقطة التي يتوهم الجُهال أنها فُرضت عليهم، والحقيقة أن ذلك لم يُفرض عليهم وإنما ذلك بما كسبت أيديهم، وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال٨ : ما حكم تقبيل المصحف ؟
الجواب : هذا مما يدخل - في اعتقادنا - في عموم الأحاديث التي منها ( إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة )(١٥)، وفي حديث آخر ( كل ضلالة في النار )(١٦)، فكثير من الناس لهم موقف خاص من مثل هذه الجزئية، يقولون : وماذا في ذلك ؟! ما هو إلا إظهار تبجيل وتعظيم القران، ونحن نقول صدقتم ليس فيه إلا تبجيل وتعظيم القران الكريم ! ولكن تُرى هل هذا التبجيل والتعظيم كان خافياً على الجيل الأول -وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم- وكذلك أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم ؟ لا شك أن الجواب سيكون كمال قال علماء السلف : لو كان خيراُ لسبقونا إليه.
هذا شيء، والشيء الآخر : هل الأصل في تقبيل شيء ما الجواز أم الأصل المنع ؟


الصفحة التالية
Icon