ولا يُنظر في هذا الحكم - على أنها ضلالة - إلى ذات البدعة، وإنما يُنظر في هذا الحكم إلى المكان الذي وضعت فيه هذه البدعة، ما هو هذا المكان ؟ إن هذا المكان هو شريعةُ الإسلام التي تمتْ وكملتْ، فلا مجال لأحد للاستدراك ببدعة صغيرة أو كبيرة، من هنا تأتي ضلالةُ البدعة، لا لمجرد إحداثه إياها، وإنما لأنه يعطي معنى للاستدراك على ربنا تبارك وتعالى وعلى نبينا ﷺ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال ٩ : كيف يجب علينا أن نفسر القران الكريم ؟
الجواب : أنزل الله تبارك وتعالى القران الكريم على قلب رسوله محمد ﷺ، ليخرج الناس من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإسلام، قال تعالى ( الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )]ابراهيم١[، وجعل رسوله ﷺ مُبيناً لما في القران، ومُفسراً ومُوضحاً له، قال تعالى ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )]النحل٤٤[، فجاءتِ السنةُ مفسرةً ومبينةً لما في القران الكريم، وهي وحيٌ من عند الله، قال تعالى ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى )]النجم٣و٤[، وقال النبي ﷺ ( إلا إني أُوتيت القران ومِثلهُ معه، ألا يُوشِكُ رجلٌ شبعانُ على أَريكته يقول : عليكم بهذا القران، فما وجدتم فيه من حلال فأَلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموهُ، وإن ما حرمَ رسول الله ﷺ كما حرمَ اللهُ )(٢٥).


الصفحة التالية
Icon