وثانياً : بعض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة تدل على أن الموتى لا يسمعون، وهذا بحث طويل، ولكني سأذكر حديثاً واحداً، وأنهي الجواب عن السؤال وهو قول النبي ﷺ ( إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام )(١١)، وقوله ( سياحين ) أي : طوافين على المجالس، فكلما صلى مسلم على النبي ﷺ، فهناك ملك موكل يوصل السلام من ذاك المسلم إلى النبي ﷺ، فلو كان الأموات يسمعون، لكان أحق هؤلاء الأموات أن يسمع هو نبينا ﷺ، لما فضله الله تبارك وتعالى، وخصه بخصائص على كل الأنبياء والرسل والعالمين، فلو كان أحدٌ يسمع لكان النبي ﷺ ثم لو كان النبي ﷺ يسمه شيئا بعد موته، لسمع صلاة أمته عليه.
ومن هنا تفهمون خطأ - بلا ضلال - الذين يستغيثون ليس بالنبي ﷺ بل وبمن دونه، سواء كانوا رسلا أو أنبياء أو صالحين، لأنه لو استغاثوا بالرسول عليه الصلاة والسلام لما سمعهم، كما هو صريح القران ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ )]الأعراف١٩٤[، و ( إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ )]فاطر١٤[ إلى آخر الآية.
إذا فالموتى من بعد موتهم لا يسمعون، إلا ما جاء النص في قضية خاصة - كما ذكرت آنفا - من سماع الميت قرع النعال، وبهذا ينتهي الجواب عن هذا السؤال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال ٤ : إذا كانت المسجلة مفتوحةً على القرآن الكريم، وبعض الحاضرين لا يستمعون بسبب أنهم مشغولون بالكلام، فما حكم عدم الاستماع ؟ وهل يأثم أحد من الحاضرين أو الذي فتح المسجلة ؟