وقال ابن الجزري : إن أبا مزاحم الخاقاني ( موسى بن عبيد الله ت ٣٢٥هـ) البغدادي، " هو أول من صنّف في التجويد في ما أعلم، وقصيدته الرائية مشهورة، وشرحها الحافظ أبو عمرو " (١). وهي القصيدة التي قالها أبو مزاحم في حسن أداء القرآن، وعدد أبياتها واحد وخمسون بيتاً (٢)، ومطلعها :
أقول مقالاً مُعْجِباً لأُولي الحِجْرِ ولا فَخْرَ، إنَّ الفَخْرَ يدعو إلى الكِبْرِ
وشرح أبو عمرو الداني ( ت ٤٤٤هـ) قصيدة أبي مزاحم، ومن هذا الشرح نسخة ناقصة في مكتبة جستر بتي ( رقم ٣٦٥٣/١٠) ومنه نسخة في مكتبة ( رضا) في رامبور بالهند ( رقمها ٢٧٩)، وكان لهذه القصيدة أثر واضح في تنشيط حركة التأليف في علم التجويد، نظماً ونثراً، وإن كانت قصيدة الخاقاني ليس فيها إلا إشارات عامة إلى موضوعات علم التجويد، ولم يرد فيها مصطلح ( التجويد ) (٣).
وأول مؤلف ورد فيه مصطلح ( التجويد ) هو كتاب ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) لأبي الحسن علي بن جعفر السعيدي ( ت ٤١٠هـ) (٤)، والسعيدي هو مؤلِّف كتاب ( اختلاف القراء الثمانية ) الذي شرحه نصر بن علي الشيرازي ( ت ٥٦٥هـ) في كتابه ( الموضح في وجوه القراءة ) (٥).

(١) غاية النهاية ٢/٣٢١
(٢) نَشَرْتُهَا سنة ١٩٨٠ في بحث ( علم التجويد نشأته ومعالمه الأولى ) ينظر : أبحاث في علم التجويد ص ٢٨، ونشرها الدكتور علي حسين البواب في مجلة المورد سنة ١٩٨٥، وتنظر أماكن مخطوطاتها : الفهرس الشامل ( التجويد ١/١٥)
(٣) ينظر : أبحاث في علم التجويد ص ٣٤
(٤) حققتُه ونُشِرَ أولاً في مجلة المجمع العلمي العراقي سنة ١٩٨٥، ثم في كتاب ( رسالتان في تجويد القرآن)، في عمان سنة ١٤٢١هـ = ٢٠٠٠ م )
(٥) ينظر : ابن الجزري : غاية النهاية ٢/٣٧٨ و ٣٣٧


الصفحة التالية
Icon