وإذا كنا قد فاتنا الاطلاع على كتب علم التجويد التي كتبها المشارقة في القرن الخامس فإننا لم نحرم من نصوص ذات دلالة من كتاب ( التجويد) لأبي الفضل العجلي الرازي، خاصة ما يتعلق بتقسيم أصوات العربية إلى جوامد وذوائب، مع قضايا أخرى مهمة (١). وينبغي ألاَّ ييأس الباحثون من إمكانية العثور على كتاب التجويد للرازي، كما عُثِرَ على كتابه ( فضائل القرآن) في إحدى مكتبات ( طشقند) منذ عهد قريب (٢).
وهناك كتاب مخطوط لعالم مشرقي أدرك القرن الخامس وعاش الشطر الأكبر من حياته في القرن السادس، وهو كتاب ( التجريد في التجويد ) من تأليف أبي علي سهل بن محمد بن أحمد الأصبهاني الحاجي المتوفى سنة ٥٤٣هـ (٣)، يمكن أن يُعوِّض ما فقدناه من كتب علم التجويد المشرقية المؤلفة في القرن الخامس، ونسخته محفوظة في مكتبة ( رضا) في مدينة رامبور بالهند برقم (٢٨٥)، وهي في ثلاث وعشرين ورقة (٤). وعسى أن يتاح لها مَن يخرجها من محبسها، وييسر اطلاع الباحثين عليها.
(٢) حققه د. عامر حسن صبري، وصدر في بيروت سنة ١٤٢٥هـ.
(٣) ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية ١/٣١٩
(٤) ينظر : الفهرس الشامل ( مخطوطات التجويد ) ١/٥٩