٤. لا يتسع المقام لتتبع المؤلفات الأخرى من القرن السادس وما بعده، إلا أنني أُذكِّر الإخوة الباحثين، قبل أن أنتقل إلى الحديث عن مرحلة أخرى من مراحل التأليف في علم التجويد، بكتابين مخطوطين آخرين في مكتبات الهند، هما ( نهاية الإتقان في تجويد القرآن ) لأبي الحسن شريح بن محمد الرعيني الأندلسي ( ت ٥٣٩هـ)، في مكتبة الجمعية الملكية الآسيوية في كلكتا برقم ( ٧٩٥) (١)، وكتاب ( شرح القصيدة الخاقانية ) للداني وقد أشرت إلى مخطوطته من قبل (٢).
(٣) مؤلفات علم التجويد في القرون المتأخرة :
لم يتوقف التأليف في علم التجويد منذ أن كتب أبو مزاحم قصيدته، لكن مؤلفات كل عصر لها خصائصها في المنهج والموضوعات، والملاحظ أن صفة الحيوية والابتكار التي اتسمت بها مؤلفات القرن الخامس الهجري تكاد تختفي في العصور اللاحقة، لتحل محلها صفة الجمع والتلخيص والاختصار.
ولعل من المراحل البارزة في تاريخ هذا العلم التي تركت أثراً في مسيرته كتابة ابن الجزري ( ت ٨٣٣هـ) قصيدته المشهورة ( المقدمة في ما على قارئ القرآن أن يَعْلَمَه ) التي انشغل بها المعلمون والمتعلمون للتلاوة. ويبدو لي أن شخصية ابن الجزري العلمية هي التي أعطت لهذه القصيدة هذه المكانة المتميزة، أكثر مما تضمنته القصيدة نفسها التي تبلغ أبياتها مئة وسبعة أبيات، وتضمنت موضوعات التجويد، والوقف والابتداء، ورسم المصحف، ولابن الجزري كتاب ( التمهيد في علم التجويد ) الذي ألفه في أول حياته العلمية. (٣)

(١) ينظر : الفهرس الشامل ( مخطوطات التجويد ) ١/٥٩
(٢) ينظر : الفهرس الشامل ( مخطوطات التجويد ) ١/٤٣
(٣) مطبوع أكثر من طبعة


الصفحة التالية
Icon