واستأثرت ( المقدمة الجزرية ) بجهود علماء التجويد المتأخرين، فقد شرحها كثيرون، بدءاً من ابن الناظم أحمد بن الجزري ( ت ٨٢٩هـ)، ويبدو أنها صارت مُقَرَّرَاً دراسياً لدارسي التجويد، حتى عصور متأخرة، بل لا تزال تُدَّرَس وتُحْفَظُ إلى زماننا، إلى جانب ( تحفة الأطفال ) للشيخ سليمان الجمزوري التي نظمها سنة (١١٩٨هـ = ١٧٨٤م).
وهناك مؤلفات كثيرة سبقت المقدمة الجزرية، ومؤلفات أُخرى جاءت بعدها، وأجد من بين تلك المؤلفات ما يستحق أن يُشار إليه ويُنَوَّهَ به، لأنه خرج عن فلك المقدمة الجزرية، وأتى بأفكار علمية متميزة، وأخص بالذكر كتاب ( جهد المقل) لمحمد المرعشي الملقب ساجقلي زاده ( ت ١١٥٠هـ)، وشرحه ( بيان جهد المقل ). (١). وكذلك كتاب ( نهاية القول المفيد في علم التجويد) للشيخ محمد مكي نصر الذي أكمل تأليفه سنة (١٣٠٥هـ) (٢).
وإذا كنا نجد مثل هذه الأعمال العلمية المتميزة في الحقبة التي أعقبت عصر ابن الجزري إلا أن السمة الغالبة على مؤلفات هذه الحقبة يمكن أن ألخصها بما يأتي :
١. ضعف جانب الابتكار والإبداع، وغلبة النقل والترداد لأقوال العلماء المتقدمين، كما يبدو ذلك في عشرات الشروح للمقدمة الجزرية، فلا يكاد الدارس يجد فيها مجتمعة من عناصر التجديد والإبداع ما يجده عند محمد المرعشي في كتابيه :( جهد المقل) وشرحه ( بيان جهد المقل ).
(٢) مطبوع بمراجعة الشيخ علي محمد الضباع، بمطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة ١٣٤٩هـ