ويغلب على المؤلفات الأولى من هذه الحقبة الإيجاز والتركيز، لكن حجم تلك المؤلفات أخذ بالازدياد حتى بلغ بعضها مئات الصفحات، وذلك بسبب التتبع والاستقصاء للمسائل، والاستعانة بالرسوم، والإكثار من الأمثلة التطبيقية، والتمارين العملية، لكن السمة الغالبة على معظمها هو نقل عبارات الكتب القديمة، كما هي، وقد يكون فيها ما يحتاج إلى المراجعة أو المناقشة. ويرجع ذلك في معظمه إلى إهمال المؤلفين المحدثين دراسة ( علم الأصوات اللغوية )، وأدّى ذلك إلى عدم التنبه إلى حاجة تلك المسائل للمراجعة.
وكنت قد ناقشت في بحثي ( مناهج كتب تعليم قواعد التلاوة ) عدداً من المسائل التي تضمنتها تلك الكتب، يتعلق بعضها بالمخارج والصفات، وبعضها بالأحكام والظواهر الصوتية، ولا يتسع المقام لتتبع تلك المسائل في الكتب الأخرى التي لم أطلع عليها وقت كتابتي ذلك البحث، وسوف أكتفي بعرض أصل تلك المسائل وخلاصتها كما أوردتها في البحث، ولعل من المفيد ملاحظتها في كتابين اثنين من الكتب الكثيرة التي اطلعت عليها مؤخراً، لكونهما من آخر الكتب صدوراً، ومن أكبرها حجماً، وصدرا عن مؤسسات علمية معتبرة، وهما :
١. فن الترتيل وعلومه، تأليف الشيخ أحمد بن أحمد الطويل، الذي صدر عن ( مُجَمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ) سنة ١٤٢٠هـ = ١٩٩٩م، وهو في جزءين : الأول يتضمن دراسة موضوعات تاريخية وفقهية، والثاني مخصص لأحكام التجويد، وجاء هذا الجزء في ( ٦٢٧ صحيفة).
٢. المنير في أحكام التجويد، تأليف الدكتور أحمد خالد شكري وزملائه، الذي صدر عن ( جمعية المحافظة على القرآن الكريم ) في عمان، في طبعته الخامسة سنة ١٤٢٥هـ = ٢٠٠٤م، وجاء في (٢٩٦ صحيفة ).