وتكاد تنحصر موضوعات علم التجويد في ثلاثة أبواب، هي المخارج، والصفات، والأحكام، وكان الحسن بن قاسم المرادي ( ت ٧٤٩هـ) قد ذكرها بقوله :" إن تجويد القراءة يتوقف على أربعة أمور :
أحدها : معرفة مخارج الحروف.
والثاني : معرفة صفاتها.
والثالث : معرفة ما يتجدد لها بسبب التركيب من الأحكام.
والرابع : رياضة اللسان بذلك وكثرة التكرار... " (١).
وسوف أعرض ما لديَّ من ملاحظات تتعلق بطريقة معالجة هذه الموضوعات في مؤلفات التجويد الحديثة، على نحو ما عرضتها في بحثي المشار إليه :
(١) مخارج الحروف :
يغلب على مؤلفات علم التجويد الحديثة ضعف العناية بموضوعات علم الأصوات اللغوية، خاصة كيفية إنتاج الصوت اللغوي، ومخارج الحروف، وصفاتها، على الرغم من أهمية هذه الموضوعات في دراسة قواعد التجويد، واهتمام علماء التجويد المتقدمين بها.
وإذا نظرنا في كتب علم التجويد الحديثة نجد تبايناً في الموضع الذي يحتله بحث المخارج والصفات فيها، مما يشير إلى وجود عدم وضوح في أهمية هذا الموضوع لديهم، ويمكن أن أُجمل مذاهب مؤلفي تلك الكتب في أربعة اتجاهات، هي :
١. وضع ذلك المبحث في وسط موضوعات الكتاب، بعد الحديث عن عدد من الظواهر الصوتية الناشئة عن التركيب، ثم تأتي تكملة تلك الظواهر بعد بحث المخارج والصفات.
٢. وضع ذلك المبحث في آخر الكتاب !
٣. وضعه في أول الكتاب، وهو ما فعله عدد قليل من المؤلفين (٢).
ولا شك في أن الموضع المناسب لمبحث المخارج والصفات في كتب علم التجويد هو في أولها، قبل دراسة الأحكام الصوتية، لأن فهم تلك الأحكام والوقوف على القوانين الصوتية التي تحكمها ينبني على معرفة مخارج الأصوات وصفاتها، وهو ما كان يفعله علماء التجويد المتقدمون.
(٢) ينظر : تفصيل ذلك : أبحاث في علم التجويد ص ٨٣- ٨٤