قال سيبويه في تعريف الصوت المجهور :" حرف أُشبع الاعتماد في موضعه، ومَنَعَ النَّفَسَ أن يجري معه حتى ينقضيَ الاعتماد ويجريَ الصوت "، والأصوات المجهورة عنده تسعة عشر هي : ء ا ع غ ق ج ي ض ل ن ر ط د ز ظ ذ ب م و.
وقال في تعريف الصوت المهموس :" فأما المهموس فحرف أُضعف الاعتماد في موضعه حتى جرى النَّفَسُ معه... " والأصوات المهموسة عنده عشرة، هي : هـ ح خ ك ش س ص ت ث ف (١).
وتوقف عدد من الباحثين المحدثين أمام تعريف سيبويه للصوت المجهور طويلاً، محاولين تفسيره بموجب الفهم المعاصر لظاهرة الجهر، الناتجة عن اهتزاز الوتريين الصوتيين في الحنجرة، وهم لا يخفون حيرتهم في فَهْمِ بعض جوانبه، ولكنهم يقررون مع ذلك أن تحديد سيبويه للأصوات المجهورة والمهموسة يتطابق مع ما دلت عليه الدراسات المعاصرة، ما عدا صوت الهمزة والقاف والطاء التي وصفها سيبويه بالجهر، وهي عند علماء الأصوات المحدثين مهموسة (٢).
وإذا دقَّق الباحث في كتب علم التجويد المعاصرة فإنه سيجد اضطراباً كبيراً في تعريف الصوت المجهور والصوت المهموس، وتحريفاً في عبارة سيبويه في تعريفهما، زاد من غموض المعنى واضطرابه (٣).
(٢) ينظر : إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية ص ١٢٠، وعبد الصبور شاهين : في التطور اللغوي ص ٢٣٠، وحسام سعيد النعيمي : الدراسات اللهجية والصوتية عند ابن جني ص ٣١٣
(٣) ينظر : التفصيل : أبحاث في علم التجويد ص ٩٥- ٩٧