إن ثمرة دراسة مخارج الأصوات وصفاتها هي فهم الظواهر الصوتية الناشئة عن التركيب، والكشف عن القوانين الصوتية التي تتحكم فيها. وكان هذا الباب من أغنى أبواب علم التجويد في المؤلفات القديمة والحديثة، ولكن لا يزال التفسير الصوتي لتلك الأحكام ضعيفاً، وإن في حقائق علم الأصوات اللغوية المعاصر ودقائقه ما يمكن أن يوضح كثيراً منها، ويجعل فهمه أيسر على الدارس.
ويمكن أن ندرس ظاهرة من الظواهر الصوتية في ضوء ما يُقدِّمه علم الأصوات اللغوية، وهو غير بعيد عما كان عليه في كتب علم التجويد الأولى، ولكن لا تزال كتب علم التجويد الحديثة لم تستوعب المادة الصوتية في الكتب القديمة، وكذلك لم تستفد من المادة الصوتية التي يقدمها علم الأصوات الحديث، وهذه الظاهرة تشغل باباً من أبواب علم التجويد، وهو باب أحكام النون الساكنة والتنوين، الذي لا يخلو منه كتاب من كتب علم التجويد، وقد أُلِّفت رسائل مستقلة فيه.
ويمكن أن أقف عند قضيتين من قضايا هذا الباب : الأولى تطبيق الأحكام على خارطة المخارج، والثانية : مناقشة تعريف ظاهرة الإخفاء. أما فكرة تطبيق الأحكام فتقوم على رسم جدول للمخارج، وملاحظة المساحة التي يشغلها كل حكم من الأحكام، ومحاولة تفسير اختصاص عدد من الأصوات بحكم ما. وإليك البيان :
جدول مخارج أصوات العربية
مبيناً عليه أحكام النون الساكنة والتنوين
رقم المخرج... أصوات المخرج... الحكم
١... ب م و... إخفاء
٢... ف... إخفاء
٣... ث ذ ظ... إخفاء
٤... س ص ز... إخفاء
٥... ت ط د ض... إخفاء
٦... ل ن ر... إدغام
٧... ي ج ش... إخفاء
٨... ك... إخفاء
٩... ق... إخفاء
١٠... غ خ... إظهار
١١... ع ح... إظهار
١٢... ء هـ... إظهار