قال السيوطي :" وإلى هذا ذهب أبو عبيد، وثعلب، والأزهري، وآخرون، واختاره ابن عطية، وصححه البيهقي في الشعب ". (١)
قال ابن عبد البر :" وأنكر أكثر أهل العلم أن يكون معنى حديث النبي - ﷺ - : أنزل القرآن على سبعة أحرف : سبع لغات، وقالوا هذا لا معنى له، لأنه لو كان ذلك كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر، لأنه من كانت لغته شيئاً قد جُبِلَ وطبع عليه وفُطِرَ به لم يُنْكَر عليه، وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما...". (٢)
وقال الطبري إن هذا القول :" لا يجهل فساده ذو عقل، ولا يلتبس خطؤه على ذي لب... مع إن المتدبر إذا تدبر قول هذا القائل في تأويله قول النبي – صلى الله عليه وسلم- :" أنزل القرآن على سبعة أحرف " وادعائه إن معنى ذلك سبع لغات متفرقة في جميع القرآن، ثم جمع بين قيله ذلك، واعتلاله لقيله ذلك بالأخبار التي رُوِيَتْ عمن رُوِيَ ذلك عنه من الصحابة والتابعين، أنه قال : هو بمنزلة قولك : تعال وهلم وأقبل، وأن بعضهم قال : هو بمنزلة قراءة عبد الله : إلا زقية، وهي في قراءتنا : إلا صيحة، وما أشبه ذلك، عُلِمَ أن حُجَجَهُ مُفْسِدَةٌ في ذلك مقالته، وأن مقالته فيه مضادة حججه..." (٣).
وأشار الطبري إلى أن الآثار المروية في تعيين تلك اللغات لا تقوم بها حجة، فقال :" ورُوِيَ جميع ذلك عن ابن عباس، وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله" (٤).
(٢) التمهيد ٨/٢٨٠- ٢٨١، وينظر : أبو شامة : المرشد الوجيز ص ١٠٢ – ١٠٣
(٣) جامع البيان ١/٢٤- ٢٥
(٤) جامع البيان ١/٢٩