ومن الدارسين المحدثين من رجَّح هذا القول (١)، لكن أكثرهم ضعَّفه وردَّ عليه. (٢)
٣. الأحرف السبعة : سبعة ألفاظ مختلفة في النطق متفقة في المعنى :
ضعَّف الطبري ( ت ٣١٠هـ) تفسير أبي عبيد للأحرف السبعة بأنها سبع لغات متفرقة في القرآن، وردَّه، وقال :" بل الأحرف السبعة التي أنزل الله بها القرآن هن لغات سبع في حرف واحد وكلمة واحدة، باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني، كقول القائل : هلمَّ، وأقبل، وتعال، وإليَّ، وقصدي، ونحوي، وقربي، مما تختلف فيه الألفاظ بضروب المنطق وتتفق فيه المعاني... " (٣).
وذهب الطبري إلى أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه – جمع المسلمين على حرف واحد، حين أمر بانتساخ المصاحف، وأن الأحرف الستة الأخرى قد تُرِكَتِ القراءة بها حتى دَرَسَتْ من الأمة معرفتها (٤)، بناء على أن الأمة أمرت بحفظ القرآن وخُيِّرَت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت (٥)
ويرى الطبري أن القراءات التي يقرأ بها القراء اليوم لا علاقة لها بالأحرف السبعة، حيث قال :" فأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجرِّه ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي – ﷺ -: " أُمرت أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف " بمعزل، لأنه معلوم أنه لا حرف من حروف القرآن، مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى، يوجب المِراءُ به كُفْرَ المماري به، في قول أحد من علماء الأمة " (٦)

(١) ينظر : أمير عبد العزيز : دراسات في علوم القرآن ص ٨٨- ٩٠
(٢) ينظر : محمد عبد العظيم الزرقاني : مناهل العرفان ١/١٧٣، ومحمد خازر المجالي : الوجيز في علوم القرآن ص ١١٤- ١١٥
(٣) جامع البيان ١/٢٥
(٤) جامع البيان ١/٢٨
(٥) جامع البيان ١/٢٥
(٦) جامع البيان ١/٢٩


الصفحة التالية
Icon