وقال ابن الجزري ( ت ٨٣٣هـ) :" وقيل ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل المراد السعة والتيسير، وأنه لا حرج عليهم في قراءته بما هو من لغات العرب من حيث أن الله تعالى أذن لهم في ذلك، والعرب يطلقون لفظ السبع والسبعين والسبع مئة ولا يريدون حقيقة العدد بحيث لا يزيد ولا ينقص، بل يريدون الكثرة والمبالغة من غير حصر، قال تعالى :﴿ كمثل حبة انبتت سبع سنابل ﴾ [البقرة ٢٦١] و ﴿ إن تستغفر لهم سبعين مرة ﴾ [ التوبة ٨٠]، وقال – ﷺ – في الحسنة :" إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة "، وكذا حمل بعضهم قوله – ﷺ :" الإيمان بضع وسبعون شعبة ". وهذا جيد لولا أن الحديث يأباه، فإنه ثبت في الحديث من غير وجه أنه أتاه جبريل بحرف واحد، قال له ميكائيل استزده... حتى بلغ سبعة أحرف... فدَّل على إرادة حقيقة العدد وانحصاره". (١).
وقال السيوطي ( ت ٩١١هـ) :" الثاني : أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد، بل المراد التيسير والتسهيل والسعة، ولفظ ( السبعة) يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد، كما يطلق ( السبعون ) في العشرات و ( السبع مئة) في المئين، ولا يراد العدد المعين، والى هذا جنح عياض ومن تبعه.
ويَرُدُّهُ ما في حديث ابن عباس في الصحيحين، أن رسول الله - ﷺ – قال :

" أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف " فهذا يدل على أرادة حقيقة العدد وانحصاره". (٢)
(١) النشر ١/٢٥- ٢٦
(٢) الإتقان ١/١٣١- ١٣٢


الصفحة التالية
Icon