وكانت كتابة القرآن في هذه المرحلة تخضع للمتابعة والمراجعة والتدقيق من لدن النبي – صلى الله عليه وسلم- فتدقق بعد الكتابة مباشرة، يقول زيد :" كنت أكتب الوحي عند رسول الله - ﷺ – وهو يُمْلِي عليَّ، فإذا فرغتُ قال : اقرأهُ فأقرؤُهُ، فإن كان فيه سقطٌ أقامه، ثم اخْرُجُ به إلى الناس " (١). وتُراجع الرقاع بعد ذلك من كتبة الوحي، قال زيد :" بينما نحن حول ( وفي رواية عند ) رسول الله - ﷺ – نؤلف القرآن من الرقاع، إذ قال : طوبى للشام ! قيل : يا رسول الله ولم ذاك ؟ قال : إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها". (٢)
وتوفي رسول الله- ﷺ - والقرآن في الرقاع لم يجمع في صحف، قال محمد بن شهاب الزهري:" قُبِضَ النبي- صلى الله عليه وسلم- ولم يكن القرآن جُمع في شيء، وإنما كان في الكرانيف والعسب " (٣). وكان القرآن كله كُتِبَ في عهد رسول الله - ﷺ – في الصحف والألواح والعسب، لكن غير مجموع في موضع واحد. (٤)

(١) البسوي : المعرفة والتاريخ ١/٣٧٧، والطبراني : المعجم الكبير ٥/١٤٢، والهيثمي : مجمع الزوائد ٨/٢٥٧
(٢) مصنف ابن أبي شيبة ٤/٢١٨ و ٦/٤٠٩، وسنن الترمذي ٥/٦٩٠، والحاكم : المستدرك ٢/٢٢٩، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٣) الطبري : جامع البيان ١/٢٨، وينظر : ابن حجر: فتح الباري ٩/١٢
(٤) القسطلاني : لطائف الإشارات ١/٥١


الصفحة التالية
Icon