ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا }، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد له رب العالمين.
غانم قدوري الحمد
تكريت
٢٧/ رجب / ١٤٢٦ هـ
١/٩/٢٠٠٥ م
البحث الأول
علاقة القراءات القرآنية بالرسم العثماني
إن تحديد العلاقة بين الرسم والقراءات يتطلب بحث تأريخ كل منهما، وهو بحث لا يخلو من صعوبة وخطورة، لثلاثة أسباب :
الأول : سعة المادة العلمية المتعلقة بالموضوعين.
الثاني : تعدد وجهات نظر الدارسين في بعض القضايا المتعلقة بهما.
الثالث : خطورة الأحكام المترتبة على ذلك البحث، لتعلقها بنص القرآن الكريم.
وسوف أبدأ ببحث أصل القراءات القرآنية، وأتتبع أصول الرسم العثماني، ثم أبحث العلاقة بينهما، متوخياً الإيجاز والتركيز، محاولاً الوصول بالقارئ إلى تصور واضح حول هذه الموضوعات والعلاقة بينها، مستفيداً من التراث العلمي الواسع الذي كتبه علماء القرآن حولها منذ بدء تدوين العلوم الإسلامية إلى عصرنا الحاضر بقدر ما يتيسر لي من مصادر.
وأود أن أُذَكِّرَ القارئ بأمرين :
الأول : ألاّ يتوقع أن يأتي مثل هذا البحث بإجابة نهائية عن كل التساؤلات العلمية المتعلقة بموضوعه، فمثل هذا الأمر لم يتحقق على يد كبار علماء الأمة في عصورها المتعاقبة، وغاية ما يطمح إليه هو تقديم تصور علمي متوازن يستند إلى الدليل الراجح المستنبط من مجموع الروايات التاريخية، ومن أقاويل علماء السلف.
والآخر : أن يجد العذر لكاتب هذا البحث إذا وجد فيه ما لا يتفق مع وجهة نظره، فرأي الإنسان محكوم بما أُتِيحَ له من معرفة، وما آتاه الله تعالى من فَهْمٍ، وهو ما يتفاوت الناس فيه، أسأل الله تعالى التوفيق للصواب، هو حسبنا ونعم الوكيل.
أولاً : أصل القراءات القرآنية
(١) اللغة التي أنزل بها القرآن الكريم :