وجاء في كثير من المصادر تسمية القراءة التي كُتِبَ عليها المصحف المستندة إلى لغة قريش باسم قراءة العامة (١)، وقراءة الجماعة (٢)، وقد تسمى قراءة زيد بن ثابت، لأنه كتبها لرسول الله - ﷺ – وقرأها عليه، وشهد العرضة الأخيرة، وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولاه عثمان كتب المصاحف. (٣)
وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي ( ت ٧٤هـ) قوله :" كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرؤون قراءة العامة، وهي القراءة التي قرأها رسول الله - ﷺ – على جبريل مرتين في العام الذي قُبِضَ فيه، وكان علي - رضي الله عنه – طول أيامه يقرأ مصحف عثمان ويتخذه إماماً ". (٤)
وذهب عدد من العلماء إلى أن المصاحف العثمانية اشتملت على جميع الأحرف السبعة، فقال القاضي أبو بكر الباقلاني :" الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله - ﷺ – وضبطتها عنه الأمة، وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف، وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواتراً". (٥)
وقال الداني :"... وأن أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه – ومن بالحضرة من جميع الصحابة قد أثبتوا جميع تلك الأحرف في المصاحف وأخبروا بصحتها، وأعلموا بصوابها، وخيّروا الناس فيها... وأن من هذه الأحرف حرف أبي بن كعب، وحرف عبد الله بن مسعود، وحرف زيد بن ثابت... " (٦) وقد يبدو رأي الداني هذا مناقضاً لما قاله في (المقنع ص ١٢٠) الذي مر من قريب.
(٢) الباقلاني : نكت الانتصار ص ١٤٧
(٣) أبو شامة : المرشد الوجيز ص ٦٩
(٤) ينظر: أبو شامة : المرشد الوجيز ص ٦٩
(٥) نقلاً عن النووي : شرح صحيح مسلم ٦/١٠٠
(٦) الأحرف السبعة ص ٦٠- ٦١