قال أبو عبيد ( ت ٢٢٤هـ) في كتابه ( فضائل القرآن) بعد أن ذكر الروايات التي تخالف خط المصحف " ويُحْكَمُ بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط ما سواه، ثم أطبقت الأمة.. فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه... فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن" (١).
وقال ابن قتيبة ( ت ٢٧٦هـ) :" كل ما كان موافقاً لمصحفنا غير خارج من رسم كتابه جاز لنا أن نقرأ به، وليس لنا ذلك في ما خالفه" (٢).
وقال إسماعيل القاضي (ت٢٨٢هـ):"فإذا اختار إنسان أن يقرأ ببعض القراءات التي رويت مما يخالف خط المصحف صار إلى أن يأخذ القراءة برواية واحد عن واحد، وترك ما تلقته الجماعة عن الجماعة، والذين هم حجة على الناس كلهم، يعني خط المصحف" (٣).
وقال أبو منصور الأزهري ( ت٣٧٠هـ) :" من قرأ بحرف شاذ يخالف المصحف، وخالف في ذلك جمهور القَرَأة المعروفين فهو غير مصيب، وهذا مذهب الراسخين في علم القرآن قديماً وحديثاً ". (٤)
(٢) تأويل مشكل القرآن ص ٤٢
(٣) نقلاً عن مكي : الإبانة ص ٢١
(٤) تهذيب اللغة ٥/١٤