ومع أن تلك الشروط ظلت هي المعتمدة في قبول القراءة وردها، إلا أن بعض العلماء المتأخرين يذهب إلى تقسيم القراءات على ثلاثة أقسام، بعد أن استقرت القراءات، وتوقفت الاختيارات، هي : قسم متفق على تواتره وهو السبع، وقسم مختلف في تواتره وهو الثلاث بعدها، وقسم متفق على شذوذه وهو ما عدا القراءات العشر (١).
خلاصة
ويمكن - من خلال العرض السابق – تلخيص العلاقة بين القراءات القرآنية والرسم العثماني بما يأتي :
(١) نزل القرآن الكريم بلغة قريش خاصة، وأمر رسول الله - ﷺ – كتّاب الوحي بكتابته على نطقه في الرقاع، التي نُقِلَت في الصحف في خلافة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – ثم نقلت الصحف في المصاحف في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
(٢) جاءت الرخصة في القراءة لتيسير القراءة على الصحابة الذين شق عليهم التحول من لغاتهم إلى لغة قريش، مع غلبة الأمية وضعف وسائل التعليم، وعبّر عن تلك الرخصة حديث النبي - ﷺ - :"إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه ".
(٣) كانت الرخصة في القراءة، ولم يُثبت منها شيء في المصاحف العثمانية، التي كتبت على لغة قريش التي نزل بها القرآن. وكانت مصاحف الصحابة تتضمن شيئاً من وجوه الأحرف السبعة، لكن حرق تلك المصاحف جمع الأمة على المصاحف العثمانية المكتوبة على اللفظ المنزل الذي أمر النبي – ﷺ – بكتابه.
(٤) كُتِبَتِ المصاحف العثمانية على حرف واحد وقراءة واحدة، لكن الخط يحتمل أكثر من قراءة لتجرده من النقاط والحركات، وترك المسلمون القراءة بما يخالف الخط من القراءات التي تلقوها عن الصحابة، مما فيه زيادة حرف أو كلمة، أو تبديل كلمة بكلمة، وثبتوا على القراءات التي يحتملها خط المصحف، وصارت القراءات المخالفة للخط كالمنسوخة.

(١) ينظر : السيوطي : الإتقان ١/٢١٠، القسطلاني : لطائف الإشارات ١/١٧٠


الصفحة التالية
Icon