٢. بناء الرسم على الوصل دون الوقف :
استند علماء العربية إلى عدة ضوابط في تدوين قواعد الإملاء العربي، ومنها : تصوير اللفظ بحروف هجائه مبدوءاً به وموقوفاً عليه، قال ابن السراج :" والأصل أيضاً في كل كلمة أن تكتب على اللفظ بها، مُبْتَدَأةً وموقوفاً عليها، ولا يُلتفت إلى ما تصير إليه الكلمة إذا كان قبلها كلام أو وُصِلَت بما بعدها" (١).
ولم تكن تلك الضوابط معتمدة لدى كُتّاب المصاحف في عصر النبوة، لعدم تدوين قواعد الإملاء حينئذ، فكانت أقلامهم في هذه المرحلة تستجيب لعاملين (٢) :
الأول : صور الكلمات الموروثة عن الاستخدام السابق للكتابة العربية، التي استقرت في الاستعمال، مع ما قد يكون فيها من مظاهر القصور عن تمثيل النطق.
الثاني : الاستجابة لمتطلبات النطق، وكتابة الكلمة على اللفظ، لكن الكتّاب، وهم يكتبون الكلمات على ما يقتضيه النطق، لم يلتزموا دائماً بقاعدة بناء رسم الكلمة مبدوءاً بها وموقوفاً عليها، فكانوا يستجيبون أحياناً لنطق الكلمة موصولة بغيرها.
(٢) ينظر : علم الكتابة العربية ص ١٠٧