وتجدر الإشارة إلى عدة أمور تتعلق بهذا الإنجاز اللغوي الهام، منها :
١. كان أمامَ علماء العربية والقراءة ثلاث طرق لوضع علامات للحركات أو تمييز الحروف المتشابهة، الأولى : وضع رموز جديدة، والثانية تغيير شكل الحرف تبعاً للحركة التي تتبعه بإضافة زائدة تتصل به، والثالثة : استخدام العلامات الخارجية لتمثيل الحركات أو تمييز الحروف المتشابهة. واختاروا الطريقة الثالثة لأنها تحقق الغرض وتحافظ على رسم الكلمات في المصحف.
٢. حاول بعض الباحثين المحدثين نسبة وضع علامات الحركات ونقاط الإعجام إلى التأثر بالثقافات الأجنبية، فجعلوا أبا الأسود الدؤلي يعرف السريانية، والخليل بن أحمد يعرف اليونانية، وما ذلك إلا أوهام لا تقوم على بينة ولا تستند إلى حجة، ولكنها محاولة لسلب أي فضيلة لهذه الأمة ونسبتها إلى غيرهم، وبدأت هذه القضية على شكل ظنون أطلقها بعض المستشرقين وتلامذتهم، ثم تلقفها بعض الدارسين وبنى عليها وكأنها حقيقة ثابتة، وليس هناك أدنى شك في أصالة ذلك العمل الذي تحقق على يدي عالمين عربيين عُرِفَا بالذكاء والفطنة والابتكار (١).

(١) ينظر : رسم المصحف ص ٥٠٩- ٥١٥


الصفحة التالية
Icon