١. الرسم والضبط، فدراسة رسم المصاحف القديمة المخطوطة يضع بين يدي الدارس أمثلة للظواهر التي يذكرها المؤلفون في رسم المصحف، من المختلف فيه والمتفق عليه، وقد يعثر على ظواهر لم تهتم بها كتب رسم المصحف. وإذا كان الخطاطون يحرصون على الالتزام برسم الكلمات كما رسمت في المصاحف القديمة فإنهم في علامات الضبط يتبعون مذاهب متعددة، وقد يجتهدون في استعمال علامات جديدة، ومن ثم فإن تتبع الضبط في المصاحف المخطوطة عبر العصور المتعاقبة يساعد في كتابة تاريخ العلامات في الكتابة العربية على نحو دقيق وشامل.
٢. كانت المصاحف الأولى لا تتضمن سوى ألفاظ الوحي، لكن الخطاطين والعلماء، أضافوا إليها في العصور اللاحقة إضافات تتعلق بفواتح السور التي تتضمن اسم السورة وعدد آياتها، وقد تتضمن إشارة إلى مكان نزولها، وكذلك أرقام رؤوس الآي، ومواضع الخموس والعشور وأرقام الأجزاء والأحزاب، ومثل ذلك علامات الوقف. وتقدِّمُ المصاحف المخطوطة مادة قيّمة تكمِّلُ ما هو موجود في المصادر المتخصصة بهذه الموضوعات.
٣. انتشار القراءات : كانت المصاحف الأولى مكتوبة بلغة قريش وعلى قراءة واحدة، وخطها مجرد من العلامات، فاحتملت لذلك أكثر من قراءة من القراءات التي كان الصحابة يقرؤونها، وبعد اختراع علامات الحركات ونقاط الإعجام صار الناس يضبطون مصاحفهم على قراءة القارئ الذي يأخذون عنه القرآن، واشتهرت القراءات السبع بعد عصر الاختيار، والثلاثة المكملة لها، وصارت المصاحف تضبط بإحدى تلك القراءات، إذ لا يمكن الجمع بين أكثر من قراءة في المصحف الواحد بسهولة.


الصفحة التالية
Icon