ومن المعلوم أن الخَلْط بين كلمتي تبرئة وتنزيه واردٌ جدًا لاتفاقهما في الرسم، واختلافهما في النَّقْط والهَمْز. و قد أشرتُ إلى هذا فيما عَلَّقْتُه على " تسفيه الغبي في تنزيه ابن عربي " للعلامة إبراهيم الحلبي، يسر الله تعالى إتمامه، و نفع به.
والرسالة مطبوعة ضمن مجموع يشمل : مسند عمر بن عبد العزيز للبَاغَنْدِي، ورسالة المُسَارعة إلى المُصَارعة للسُّيوطي. وتقع رسالة القول المحمود في الصفحة الأخيرة من المجموع. ولم يتيسر لي العثور على نسخة مخطوطة لها فاكتفيت بالمطبوعة لجودتها، نسأل الله أن ينفع بها.
الحمد لله رب العالمين
تكلم الناس في قصة داود عليه السلام، وأكثروا، وذلك مشهور جدًا، وذكروا أمورًا، منها ما هو منكرٌ جدًا عند العلماء، ومنها ما ارتضاه بعضهم، وهو عندي مُنْكر. وتأمَّلْتُ (القرآن، فظهر لي فيه وجه، خلاف ذلك كله. فإني نظرت قوله تعالى: ﴿ فَغَفَرْنَا ﴾ [ص : ٢٥] فوجدته يقتضي أن المغفور في الآية، فطلبته، فوجدته أحد(لَهُ ذَلِك ثلاثة أمور :
إما ظَنُّه، وإما اشتغاله بالحكم عن العبادة


الصفحة التالية
Icon