ومناسبة ذِكر الله تعالى قصته في سورة " ص"( (١) ): أنهم لما قالوا ﴿ أَأُنزِل عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ﴾ [ص : ٨] كان في ذلك الكلام إشعار ٌ( (بهَضْم جانبه، فغَارَ اللهُ لذلك، وبَيَّن أنهم ليس عندهم خزائن رحمته، ولا لهم (مُلك، وأنهم جُندٌ مهزومون. وكأنه يقول : وما قَدْرُ هؤلاء ؟ ﴿ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُون ﴾ [ص : ١٧] واذكر من آتيناه الدنيا والآخرة، وهو أخوك، وأنت عندنا أرفع( َ رتبة منه. وفي ذلك تسلية للنبي ﷺ من وجهين، أحدهما :
أن النبي ﷺ لا شك أنه يفرح لإخوته الأنبياء بما يَحْصُلُ لهم من الخير، كما لو حَصَل لنفسه، سواءً بسواءٍ، وأكثر.
(١) - لمعرفة مناسبة الآيات لما قبلها وما بعدها، انظر : نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبرهان البقاعي (١٦/٣٥٥ – ٣٦٥)، وما قبلها، وما بعدها، فإنه متخصص في هذا الباب