٢٤٨- ((حـ)): وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أن رسول الله ﷺ قال: ((يأتي القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب المسافر، فيقول لصاحبه: أتعرفني؟ فيقول: لا، فمن أنت؟ فيقول: أنا الذي أسهرت ليلك، وأنصبت نهارك وأظميت هواجرك، وحلت بينك وبين شهواتك، وزلت معك حيث زلت، فيقول: أنت القرآن؟ فيقول: نعم، ثم يقول: إن كل تاجرٍ من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تجارةٍ، فينطلق به حتى يأتي به الجبار تعالى فيقول: أي رب إن كل صانعٍ كان يعود على أهله من صنعته، وكل تاجر كان يعود على أهله من تجارته، وإني #١٩٣# كنت شغلت فلاناً في الدنيا عن الصنعة والتجارة بي كان يغدو، وبي كان يروح، فاجزه عني اليوم فيقول الجبار: فما تسأل له؟ فيقول: الرضوان والمغفرة، فيعطى الخلد بيمينه، والنعمة بشماله، ويلبس تاج الوقار ويكسى حلة الكرامة إذا نشرها كانت سبعين ذراعاً، وإذا طواها كانت بين إصبعيه، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا. فيقولان: ربنا بم كسوتناهما؟ فما بلغت هذه أعمالنا. فيقول الجبار تعالى: هذا بأخذ ولدكما القرآن ثم يقول له: اقرأ وارق، فإن كان يهذه أعطي بقدر هذه، وإن كان يرتله أعطي بقدر ترتيله، حتى يتناهى به المنزل حين يتناهى به القرآن.


الصفحة التالية
Icon