٢٤٩- ((ص)): وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله ﷺ :((من #١٩٤# صلى منكم بالليل فليجهر بقراءته؛ فإن الملائكة تصلي بصلاته، فليسمع بقراءته، فإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدور التي حوله فساق الجن ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن، عليه خيمةٌ من نور يهتدي بها أهل السماء كما تقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفراء، فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة، وتنظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور. فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي #١٩٥# الملائكة على روحه، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه فيعزيانهما، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم البعث، وما من رجل تعلم كتاب الله تعالى، ثم صلى ساعةً من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستأنفة، أن تنبهه تلك الساعة، وأن تكون عليه خفيفةً، فإذا مات رفعت تلك الخيمة، وكان أهله في جهازه، ويجيء القرآن فيكون واقفاً عند رأسه، يعني ثواب القرآن حتى يدرج في أكفانه، فيكون على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره وسوي عليه، وافتقر عنه أصحابه أتاه منكرٌ ونكيرٌ فيجلسانه في قبره، فيجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان: إليك، حتى نسأله، فيقول: كلا ورب الكعبة، إنه صاحبي وخليلي، ولست أخذله على حالٍ، فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما به، فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه، فيقول: اسكن وأبشر، فإنك ستجدني من الجيران جار صدق، ومن الأخلاء خليل صدق ومن الأصحاب صاحب صدق، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا الذي كنت تجهر بي وتخفي #١٩٦# بي، وكنت تحبني، فأنا حبيبك ومن أحببته أحبه الله، ليس عليك بعد منكر ونكير هم ولا غم ولا فزعٌ، فيسأله منكرٌ ونكيرٌ ويصعدان ويبقى هو فيقول له: لأفرشنك فراشاً ليناً، ولأدثرنك دثاراً حسناً جميلاً جزاءً بما أسهرت ليلك وأظمأت نهارك، فيصعد إلى السماء أسرع من رد الطرف فيسأل الله له فيعطيه ذلك، فينزل به ألف ملكٍ من مقربي السماء السادسة ويجيئه، فيقول: هل استوحشت؟ ما زلت منذ فارقتك أن كلمت الله تعالى حتى أخرجت لك منه فراشاً، ودثاراً، ومصباحاً، وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة. قال: فتنهضه الملائكة إنهاضاً لطيفاً، ثم يفسح له في قبره مسيرة أربع مائة عام، ثم يوضع له فراش بطائنه من حريرٍ أخضر حشوه المسك الأذفر، وتوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس والاستبرق، ويسرج له سراجان من نورٍ عند رأسه #١٩٧# يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، ثم تبتهج الملائكة في وجهه، ثم تزوده من ياسمين الجنة، وتصعد عنه، ويبقى هو والقرآن، فيأخذ الياسمين ويضعه عند رأسه، فإن تعلم أحدٌ من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب سوء دعا لهم بالفلاح.


الصفحة التالية
Icon