لما كانت التلاوة عبادة وقربة وحسنة جامعة فلا بد لها من آداب ومطالب تطلب من القارئ حتى تتم له عبادته وتصح له قربته وتثبت له حسنته، وهي كثيرة نذكر منها جملة مهمة شهيرة....
١ـ الإخلاص في التلاوة.
٢ـ الوضوء عند التلاوة.
٣ـ السواك قبل التلاوة.
٤ـ استقبال القبلة عند التلاوة.
٥ـ طهارة مكان التلاوة ونظافته.
٦ـ التعوذ والبسملة.
٧ـ التدبر عند التلاوة (٨).
فضائلها :
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: (أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن) (٩).
عن أنس رضي الله عنه مرفوعا( أفضل العبادة تلاوة القرآن)(١٠).
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن ) (١١)
ثوابها :
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ﷺ (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)(١٢)
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ (من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) (١٣)
أحكامها:
ترجمة الإمام قالون الراوي عن الإمام نافع المدني رحمهما الله تعالى :
ولد سنة (١٢٠)هـ عشرين ومائة وتوفي سنة عشرين ومائتين (٢٢٠)هـ على الصواب. وهو عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد وقالون لقب له لقَّبه به نافع لجودة قراءته فإن قالون بلغة الروم (جيد) وكان قالون قارئ المدينة المنورة و نحويّها، وكان أصم لا يسمع البوق فإذا قرئ عليه القرآن يسمعه، وقال: قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه، وقال قال نافع: كم تقرأ علىّ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك (٢).
ترجمة الإمام ورش الراوي عن الإمام نافع المدني رحمهما الله تعالى :
هو الإمام عثمان بن سعيد بن عبد الله المصري ويكنى أبا سعيد و (ورش) لقبٌ له لقِّب به لشدة بياضه، ولد سنة عشر ومائة (١١٠)هـ وكان جيد القراءة حسن الصوت رحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة (١٥٥)هـ ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه لا ينازعه فيها منازع (٣) و للإمام ورش طريقان يقرأ بهما من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري وهما ١- الأزرق ٢- الأصبهاني.
ترجمة الأزرق :
الأزرق : هو أبو يعقوب يوسف بن عمرو المدني المصري (٤)، وكان محققا ثقة ذا ضبط وإتقان وهو الذي خلف ورشاً في القراءة و الإقراء بمصر و كان قد لازمه مدة طويلة و قال كنت نازلاً مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة من حدر وتحقيق، وقال أبو الفضل الخزاعي: أدركت أهل مصر والمغرب على رواية أبي يعقوب يعني الأزرق لا يعرفون غيرها (٥). توفي في حدود سنة أربعين و مائتين (٢٤٠)هـ.
ترجمة الأصبهاني :
ففي هذه الآية الكريمة يذكر الله تعالى منته العظمى ونعمته الكبرى على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم وهو سيدنا ومولانا محمد رسول الله ﷺ المشهود له بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة منذ صغر سنه ﷺ حتى إن أعداءه من قومه يشهدون له بذلك ويسمونه الصادق الأمين ﷺ لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته الآية (١) ففي تلاوته ﷺ عليهم آياته وجوه من الحكم منها : أن في تلاوته ﷺ آيات القرآن الكريم على الناس تبليغ ما أنزل عليه من ربه وتعليما لهم كيف يتلونه قال الله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا (٢) وذلك بأن يقرؤوه على الوجه الذي سمعوه منه وتلقوه عنه ﷺ لأن للقرآن الكريم منهجا خاصا وأسلوبا فريدا في تلاوته وترتيله وتجويد آياته وفي مدوده ووجوه قراءاته فإن جميع ذلك موقوف على التلقي عنه ﷺ والسماع عنه ﷺ وقد قرأه الصحابة رضي الله عنهم كما سمعوه من النبي ﷺ ثم إنهم تلوه على التابعين كما تلاه عليهم النبي صلى الله عليهم وسلم ثم إن التابعين تلوه على أتباع التابعين كما تلاه عليهم الصحابة وهكذا تتابع التلقي والتلاوة للقرآن الكريم جيلا بعد جيل إلى يومنا هذا وسوف يتتابع ويتتابع هذا التلقي لتلاوة القرآن الكريم العظيم على مدى الزمان ومر الأيام بواسطة العلماء والقراء إلى أن تقوم الساعة لا ينقطعون قال الله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (٣)، فالله تعالى الذي أنزله على رسوله الأكرم وحبيبه المعظم ﷺ هو الذي تكفل بحفظه إلى قيام الساعة.
يقول الخطيب البغدادي: اعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها فأجود الأوقات الأسحار.
ويقول ابن جماعة: أجود الأوقات للحفظ الأسحار وللبحث الأبكار وللكتابة وسط النهار وللمطالعة والمذاكرة الليل.
ثانياً: اقتران الحفظ والقراءة بالعمل، ولزوم الطاعات وترك المعاصي:
إن لزوم الطاعات ينير القلب ويبعث على السكينة وبالتالي يؤدي إلى صفاء الذهن واستعداده للحفظ بخلاف القلب المظلم بالمعاصي روي عن سيدنا عبد الله بن مسعود قال: إني لأحب الرجل ليس العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها أخرجه ابن عساكر.
وقال علي بن خشرم لوكيع بن الجراح إني رجل بليد، وليس لي حفظ، فعلمني دواءً للحفظ فقال وكيع: يا بني والله ما جربت دواءً للحفظ مثل ترك المعاصي، وهذه توجيهات سلفنا الصالح رضي الله عنهم في هذه القضية ولعل من المناسب أن نستشهد بقول الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت لوكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يُهدى لعاصي
٣- الطرق العملية المعينة على الحفظ:
أولاً: اقتران الحفظ الجديد بالحوادث المؤثرة
تمر بالإنسان حوادث كثيرة ينساها، ويبقى بعضها منقوشاً في ذاكرته ولو بلغ من الكبر عتياً بحسب تأثير تلك الحوادث نفسياً ومادياً وجسدياً، فإذا استطاع الإنسان أن يقرن حفظه بحادثة،
فهذا مما يثبِّت المحفوظ، فكلما استدعت الذاكرة تلك الحادثة استدعي معها المحفوظ.
ولذلك أمثلة كثيرة جداً منها: حادثة ضم جبريل عليه السلام للمصطفى ﷺ المرة الأولى وهو يقول له: اقرأ... فيجيب ما أنا بقارئ، فلما ضمه ثلاث مرات تهيأت نفسه للتلقي والحفظ فألقى عليه أوائل سورة العلق.
ثانياً: الاعتماد على فهم معاني الآيات :
قواعد رسم المصحف العثماني :
للمصحف العثماني في رسمه قواعد حصرها علماء الفن في ستة، هي:
الحذف، والزيادة، والهمز، والبدل، والفصل والوصل، وما فيه قراءتان.
١ـ قاعدة الحذف: وذلك كحذف الألف في "يأيها"، و الياء في "باغٍ"، والواو في "فأوا".
٢ـ قاعدة الزيادة: وذلك كزيادة الألف في "تفتؤا"، و الياء في "بأييد"، والواو في "أولو".
٣ـ قاعدة الهمز: وذلك كأن تكتب حال سكونها بحرف حركة ما قبلها "ائذن، اؤتمن".
٤ـ قاعدة البدل: وذلك ككتابة الألف واواً للتفخيم في "الصلوة"، وكتابة النون ألفاً في نون. التوكيد المخففة "لنسفعاً"، و هاء التأنيث تاء مفتوحة في نحو "رحمت".
٥ـ قاعدة الوصل والفصل: وذلك كوصل"أن" بِ "لا"، و "عن"، و"كل" بِ "ما".
٦ـ قاعدة ما فيه قراءتان: فإنه يكتب برسم إحداهما، نحو "يخدعون، غيبت".
* * *
مزايا الرسم العثماني و فوائده :
١ـالأولى: الدلالة على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة ما أمكن.
وذلك نحو "ان هدن لساحرن" رسمت بدون نقط أو إعراب، فدلت على ذلك.
٢ـالثانية: إفادة المعاني المختلفة بطريقة ظاهرة. وذلك كقطع "أم" في "أم من يكون عليهم وكيلاً"، ووصلها في "أمّن يمشي"، وذلك ليفيد معنى الانقطاع في الأولى دون الثانية.
٣ـالثالثة: الدلالة على معنى خفي. كزيادة الياء في "بأييد"، إيماء لتعظيم قوة الله.
٤ـ الرابعة: الدلالة على أصل الحركة مثل "سأوريكم"، أو أصل الحرف مثل "الصلوة".
٥ـ الخامسة: إفادة بعض اللغات الفصيحة. كقوله "يوم يأتِ" بحذف الياء على لغة هذيل.
٦ـالسادسة: حمل الناس على تلقي القرآن من صدور الثقات، ولا يتكلوا على الرسم.
و في ذلك مزيتان، إحداهما: التوثق من اللفظ و الأداء حيث لا يتيقن من الرسم أياً كان شكله.
و الثانية: اتصال السند برسول الله صلى الله عليه و سلم، وهذه خاصية للأمة المحمدية.
* * *
هل رسم المصحف توقيفي ؟ أقوال العلماء في التزام الرسم العثماني :
اختلف العلماء في الرسم العثماني للمصحف.
ثانياً: عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - ؛ فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتبة الآيات دون ترتيب السور مقتصراً فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقاً له بالتواتر والإجماع..
ومزيته : هو تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعاً مرتباً خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه..(٦)
الأسباب التي دفعت سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه - لجمع القرآن الكريم ؟؟
حينما ارتدت العرب واستشرى القتل بالمسلمين وخاصة يوم اليمامة وقد استحر بقراء القرآن، جاء إليه سيدنا عمر - رضي الله عنه - وقال له : إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القراءة والقرآن وإني أرى أن تجمع القرآن ؛ وظل يراجع سيدنا أبا بكر حتى شرح الله صدره لذلك ؛ فكان أول من جمع القرآن - رضي الله عنه -..(٧)
ثالثاً: عهد سيدنا عثمان - رضي الله عنه - فقد كان عبارة عن نقل مافي تلك الصحف إلى مصحف واحد إمام مع ترتيب الآيات والسور مع الالتزام بلغة قريش دون غيرها من اللغات و القراءات فكان - رضي الله عنه - أول من جمع الصحف في مصحف وسمّي بـ( المصحف) وأمر بنسخه وتوزيعه على الأمصار
وميزته: إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وبتوحيد كلمتهم و الحفاظ على كتاب الله من التغيير و التبديل (٨)
من اختير لهذا الجمع في عهوده الثلاثة ؟؟
اتخذ النبي - ﷺ - كتابا للوحي فيهم الخلفاء الأربعة ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وأبي بن كعب وخالد بن الوليد وثابت بن قيس كان يأمرهم بكتابة كل ما يقول من القرآن حتى تظاهر حفظ القرآن في الصدور مع الكتابة
فالمترجم ترجمة حرفية يقصد إلى كل كلمة في الأصل فيفهمها ثم يستبدل بها كلمة مساوية في اللغة الأخرى مع وضعها موضعها وإحلالها محلها وإن أدى ذلك إلى خفاء المعنى المرادف في الأصل (٥).
وقد ذكر بعضهم أنها: نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغات الأخرى بحيث يكون النظم موافقاً للنظم، والترتيب موافقا للترتيب (٦).
أما الترجمة التفسيرية: فهي التي لا تراعى فيها تلك المحاكاة بل المهم فيها حسن تصوير المعاني والأغراض كاملة وسميت تفسيرية لأن حسن تصوير المعاني والأغراض فيها جعلها تشبه التفسير وما هي بتفسير.
فالمترجم ترجمة تفسيرية يعمد إلى المعنى الذي يدل عليه تركيب الأصل فيفهمه ثم يصبه في قالب يؤديه من اللغة الأخرى موافقا لمراد صاحب الأصل من غير أن يكلف نفسه عناء الوقوف
عند كل مفرد ولا استبدال غيره به في موضعه (٧).
وقد ذكر بعضهم أن الترجمة : هي نقل الكلام من لغة إلى أخرى عن طريق التدرج من الكلمات الجزئية إلى الجمل والمعاني الكلية أي أن الوسيلة هي نقل معنى كل كلمة على حدة والتعبير عنه بكلمة مقابلة ثم تركيب مجموع الكلمات وتأليفها حسب المعروف في اللغة المترجم إليها (٨).
وذكر بعضهم أن الترجمة التفسيرية: هي بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقيد بترتيب الأصل أو مراعاة لنظمه (٩).
التفسير:
هو نقل المعنى القريب أو البعيد المقصود من الألفاظ إلى لغة أخرى مختلفة أو إلى ألفاظ أخرى في نفس اللغة دون النظر إلى الألفاظ الجزئية التي تألف منها المعنى واتضح بها المقصود.
فالترجمة تختلف عن التفسير في نقطتين:
١ ـ الاهتمام بالكلية والأداة التعبيرية في الترجمة دون التفسير.
٢ ـ أن الترجمة لا تكون إلا نقلاً لمعنى الألفاظ من لغة إلى أخرى في حين أن التفسير يكون كذلك ويكون تعبيراً عن المعنى بألفاظ أخرى في نفس اللغة (١٠).
الفروق بين الترجمة والتفسير:
أفرد هذا العلم بالتصنيف جماعة أقدمهم علي بن المديني شيخ الإمام البخاري و من أشهر الكتب في هذا الفن كتاب الواحدي وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئا وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر كتابا مات عنه مسوِّده فلم نقف عليه كاملا (٥).
وألف فيه الإمام جلال الدين السيوطي كتابا حافلا موجزا سماه ( لباب النقول في أسباب النزول) قال عنه لم يؤلف مثله في هذا النوع
هل العبرة بعموم اللفظ أم بخصوص السبب :
الأصح عندنا هو الأول وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعديتها إلى غير أسبابها وذلك كآيات اللعان مثلا جاءت بلفظ يفيد العموم وهو قوله تعالى والذين يرمون أزواجهم ) (٦)
مع أنها نزلت في حادثة خاصة وهي قذف هلال بن أمية لزوجته بشريك ابن سمحاء فحكم الآية وهو اللعان يتناول كل من قذف زوجته ولم يكن له شهداء فيشمل هلال بن أمية وغيره ولا يختص به دون غيره من قذفة زوجاتهم.
ومن يعتبر عموم اللفظ قال خرجت هذه الآيات نحوها لدليل آخر كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقا لدليل قام على ذلك قال الزمخشري في سورة الهمزة : يجوز أن يكون السبب خاصا و الوعيد عاما ليتناول كل من باشر ذلك القبيح وليكون ذلك جاريا مجرى التعويض.
ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة فجعلوا حكمها متناولا كل من يدخل تحت عموم اللفظ لم يقصروه على من نزلت فيه الآية فقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت.
قال نجدة الحنفي : سألت ابن عباس عن قوله تعالى : والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما (٧) أخاص أم عام قال بل عام (٨)
كما ذكرنا فإنه لا بد للإنسان من القرآن حتى يقوِّم حياته ويصحِّح مساره فلا بد له من أن يتعلم ويعلم الفتاوى والمسائل التي تتعلق بالقرآن الكريم من أحكام وآداب وحتى لا يكون على جهالة فيما يخص دستوره ومنهاجه كانت فتاوى القرآن الكريم أو الفتاوى القرآنية.
ـ ذكر بعض الفتاوى والمسائل تمثيلا.
نذكر فيما يلي تمثيلا عن هذه الفتاوى القرآنية التي سيبحث فيها بعونه تعالى في موقع (عالم القرآن الكريم)
ـ هل يجوز للكافر أن يقرأ القرآن وأن يتعلمه أو أن يستوهبه (٥)
ـ هل يجوز للصبي حمل المصحف ومسه.
ـ هل يجوز للمرأة الحائض أو النفساء أن تقرأ القرآن.
ـ هل يمكن نقل القرآن الكريم من اللغة العربية إلى لغات أخرى أي الترجمة
ـ كل هذه المسائل و غيرها من التساؤلات التي تتعلق بالقرآن الكريم.
ستكون هنا في هذه الصفحات إن شاء الله تعالى
أسماء بعض العلماء وبعض المراجع التي قدمت وخدمت هذا المجال:
نذكر فيما يلي بعض أسماء العلماء الذين قدموا في هذا المجال:
١ـ الإمام القرطبي في كتابه (الجامع لأحكام القرآن )
٢ـ الإمام النووي في كتابه (المجموع ) في الفقه الشافعي المقارن.
٣ـ الإمام النووي في كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن)
٤ـ وغيرهم من العلماء الأجلاء الذين سترد أسماؤهم في هذه المسائل والفتاوى المتعلقة بالقرآن الكريم.
عملي في صفحة ( فتاوى قرآنية) :
وأذكر أخيرا أنني سأقوم ـ إن شاء المولى ـ في هذا العمل بأن أتناول كل ما يتعلق بالمسائل والفتاوى التي تتعلق بالقرآن الكريم تباعا مسألة مسألة في الموقع (٦)
دراسة فقهية مستعينا في البحث بكافة المراجع والمصادر والوسائل التي تأتي على هذه المسائل والفتاوى القرآنية.
وتلبية لرغباتكم وطلباتكم فإننا مستعدون بمشيئة الله تعالى على الإجابة عن تساؤلاتكم التي ترد إلينا على العناوين التالية.
هذا والله عز وجل أسأل أن يجعلني من خدمة هذا الدين وأن يكرمني بأن أكون من حملة الإسلام.
وهذا التغيير ضمن شرع الله سماه علماؤنا وصحابة رسول الله ﷺ النسخ وقد وقع بين الشرائع السماوية كلها بل وفي كل شريعة منها على حدة.
تساؤل لا بد منه :
١- إذا كان النسخ قد وقع بين كل الشرائع ونحن مؤمنون أن الله تعالى عليم حكيم وعلمه دائم من الأزل إلى الأبد والله يعلم ما كان وما يكون وما سيكون ؛ لماذا إذن يتغير القانون أو التشريع ؟
وبمعنى آخر : التغير يطرأ علينا نحن البشر فنغير القوانين لأن علمنا حادث ولا نعلم المستجدات التي ستحصل أما الله تجلى في سمائه فهو العالم العليم العلام يعلم كل شيء فهل حينما يشرع مرة أخرى يكون قد علم شيئا لم يكن قد علمه ؟ لعل هذا الاحتمال والسؤال يخطر على بال كل من يقرأ الناسخ و المنسوخ بل وكما قال الإمام مكي بن أبي طالب (٤) هذا التساؤل إذا فهمناه فهو الأصل الذي يبنى عليه الناسخ والمنسوخ فاعلم جوابه فيما يلي :
اعلم أن الله جل ذكره هو الآمر فوق كل آمر، قد علم ما سيكون قبل أن يكون، وكيف يكون ما علم أنه سيكون و إلى متى يبقى ما قدر أنه سيكون، فهو تعالى قد علم ما سيأمر به خلقه ويتعبدهم به وما ينهاهم عنه وعلم ما يقرهم عليه من أوامر ونواهٍ، وما ينقلهم عنه إلى ما أراد من عبادته، وعلم وقت ما يأمرهم وينهاهم ووقت ينقلهم عن ذلك قبل أمره لهم ونهيه، وذلك جميعه منوط بما فيه الصلاح للعباد دنيا وأخرى ؛ فهو يأمرهم بأمر في وقت لما فيه من صلاحهم في ذلك الوقت وقد علم أنه يزيلهم عن ذلك في وقت آخر لما علم فيه من صلاحهم في ذلك الوقت الثاني.
فهو تعالى لم يزل مريدا للفعل الأول إلى الوقت الذي أراد فيه نسخه، ومريدا لا يجاب بدله أو إزالة حكمه لغير بدل في الوقت الذي أراد رفع حكم الأول فينسخ بأمره مأموراً به بمأمور به آخر.
ثانياً : أن المثل وقع فيه التشبيه والحكمة قد يقع فيها التشبيه وقد لا يقع فإذا وقع فيها التشبيه اجتمعت مع المثل وإلا اختلفت عنه.
ثالثاً : أن المقصود من المثل الاحتجاج ومن الحكمة التنبيه والإعلام والوعظ ولا يبعد أن يقال بعد ذلك إن المثل هو من الحكمة فهي تعمه وتعم غيره ومن هنا قرر الإمام أبو هلال العسكري صاحب كتاب جمهرة الأمثال أن كل حكمة سائرة تسمى مثلا (٥).
أهم أهداف الأمثال القرآنية :
١- الأهداف الإعتقادية :
أ- البرهان على وجوب توحيد الله بالعبادة
ب- البرهان على البعث والحشر والحساب
٢- الأهداف السلوكية : وسيأتي تعدادها إن شاء الله في أهمية المثل في التربية.
٣- أهداف عامة :
أ- صرف الناس عن الجدل بالباطل إلى تأييد الحق
ب- التذكير بسنن الله في الأمم الماضية لأخذ العبرة منها
ج-الترغيب في الجنة والعمل الصالح المؤدي إليها (٦).
من خصائص الأمثال القرآنية وإعجازها :
أ- الجمع بين الحكم والحكمة مثال لا إكراه في الدين (٧)
ب- الجمع بين معان متفاوتة، كلها صحيحة مقبولة مثال وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين (٨)
ج- إيجاز اللفظ، وإعجاز المعنى مثال وأحضرت الأنفس الشح (٩)
د- جوامع الكلم تتناسب مع تفاوت الأفهام البشرية وتنوع إدراكاتها مثال: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (١٠) (١١).
هـ- دقة التصوير مع إبراز العناصر المهمة من الصورة التمثيلية.
و- التصوير المتحرك الحي الناطق، ذو الأبعاد المكانية والزمانية والذي تبرز فيه المشاعر النفسية والوجدانية والحركات الفكرية للعناصر الحية في الصورة.
ز- صدق المماثلة بين المثل والممثل له.
وبقي هذا الأمر بعد عصر النبوة والخلفاء الراشدين وردحا من الزمن في الدولة الأموية، إلا أن صفاء السليقة العربية بدأت تفقد رونقها، وبدأت الثقافات الفارسية واليونانية تأخذ طريقها إلى المجتمع الإسلامي على يد أبناء الأمصار التي فتحها المسلمون وأخذ الناس يفكرون بطريقة عقلية مجردة عن التذوق الجميل لأساليب القرآن وإدراك المعاني بالطريقة الصافية.
ولم يبرز مصطلح إعجاز القرآن على الساحة إلا في القرن الثاني الهجري حيث كانت البصرة تموج بالتيارات الفكرية المختلطة ولعل أول من تولى الرد على المعتزلة وألف في ذلك هو الجاحظ في كتابه – نظم القرآن – (٣) ثم نهج الأدباء الذين جاؤوا بعده نهجه.
ما الغاية من الإعجاز ؟ هل هو التعجيز أم ثبوت صدق المرسلين :
ليس المقصود بالإعجاز إثبات العجز للخلق لذاته، من غير ترتبِ مطلبٍ على هذا العجز، بل المقصودُ لازمُ هذا الإعجاز وهو : إقامة الحجة على أن هذا الإدعاء حق وأن الرسول الذي جاء به رسولُ صدقٍ، فينتقل الناس من الشعور بعجزهم إزاء المعجزات إلى شعورهم وإيمانهم بأنها صادرة عن الإله القادر، لحكمة عالية وهي : إرشادهم إلى تصديق من جاء به ليسعد في الدنيا والآخرة.
الحكمة في صرف كفار مكة عن المعجزات المادية إلى معجزة القرآن الكريم :
طالب كفار مكة بمعجزات مادية ولكن الله لم يستجب لمطالبهم وأعطاهم معجزة القرآن التي تتجدد بتجدد الزمان وذلك لحكم جلية نذكر منها :
الثمرة (فائدته) : التذكر والاعتبار ومعرفة هداية الله في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ليفوز الأفراد والمجاميع بخير العاجلة والآجلة (٨).
فضله: قال الأصبهاني : أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن ؛ ذلك أن شرف الصناعة يكون إما بشرف موضوعها أو بشرف غرضها أو بشدة الحاجة إليها، والتفسير قد حاز الشرف من الجهات الثلاث فموضوعه كلام الله تعالى، والغرض منه الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى، وأما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية والمعارف الدينية، وهي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى (٩).
وقال الطبري مبيناً فضل هذا العلم : اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضا وللعالم به إلى سبيل الرشد هدى وأن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه وتنزيله الذي لا مرية فيه الفائز بجزيل الذخر وسنى الأجر تاليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (١٠)
نسبته: وعلم التفسير من العلوم بمنزلة الإنسان من العين والعين من الإنسان (١١)
واضعه: النبي - ﷺ - الذي كان أول مفسر لكتاب الله يبين للناس ما نزل على قلبه (١٢).
اسمه: علم التفسير وسمي علم التفسير لما فيه من الكشف والتبيين واختص بهذا الاسم دون بقية العلوم مع أنها مشتملة على الكشف والتبيين لأنه لجلالة قدره، وقصده إلى تبيين مراد الله من كلامه كان كأنه هو التفسير وحده دون ما عداه (١٣).
استمداده: من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول الفقه والقراءات ويحتاج لمعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ (١٤).
حكمه : وقد أجمع العلماء أن التفسير من فروض الكفايات وأجل العلوم الثلاثة الشرعية (١٥).
نشأة علم التفسير وتطوره :
والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول الله ﷺ أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع وخالطوا رسول الله ﷺ ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن الكريم.
وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل، والترجيح يعتمد على الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك (٦).
سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:
قال الزركشي: وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويل التمييز بين المنقول والمستنبط، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر في المستنبط (٧).
سمات كلٍّ من التفسير والتأويل :
سمات التفسير:
١- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ.
٢- هدف التفسير معرفة مراد الله بطريقة القطع والجزم.
٣- وظيفة التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً.
٤- وظيفة التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة.
٥- التفسير يتعلق بالرواية.
سمات التأويل:
١- استعمال التأويل في المعاني.
٢- منهج التأويل ترجيح أحد الاحتمالات بدون جزم.
٣- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ.
٤- مهمة التأويل بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة.
٥- التأويل يتعلق بالدراية.
فالتفسير يتعلق بالرواية ولا يقتصر عليها فقط قال الدكتور محمد فاروق النبهان:
بعض العلماء ذهب إلى أن التفسير مختص بالرواية، والتأويل مختص بالدراية ولا أظن أن هذا الأمر يخضع لهذا المعيار إذ لا يمكننا اعتبار التفسير قاصراً على الرواية وخالياً من الدراية ؛ فهذا معنى يحمل بعض الانتقاص من مكانة العلماء الذين
عرفوا بالتفسير ولعل المعنى الأقرب في هذا المجال أن التفسير جهد خاضع لمعايير بيانية، ولا بد في التفسير من رواية ودراية.
أستاذها سيدنا أُبَيِّ بن كعب الذي كانت له الشهرة أكثر من غيره من الصحابة، وأشهر تلاميذه: زيد بن أسلم وأبو العالية ومحمد بن كعب القرظي، وهؤلاء منهم من أخذ عن سيدنا أُبَيٍّ مباشرة ومنهم من أخذ عنه بالواسطة (٨).
وهاتان المدرستان (مكة والمدينة) يعبر عنهما بمدرسة الحجاز.
أبرز العلوم التي انتشرت في مدرسة الحجاز:
وأبرز العلوم التي انتشرت في مدرسة مكة ومدرسة المدينة هي القرآن وعلومه وتفسيره (٩)
المنهج والطريقة لمدرسة الحجاز:
التزم رجال مدرسة الحجاز (مكة والمدينة) منهجاً قويماً لا يتغير عما كان عليه الرسول ﷺ وقد تناقله التابعون عن الصحابة ومن التابعين إلى تابعيهم.
ويتلخص هذا المنهج إجمالاً في التمسك بظاهر النصوص مع شيء من التأويل واعتناق الكتاب والسنة والاحتكام إليهما عند وجود النص وإلا فالاجتهاد (١٠).
واتسم منهجها بالواقعية والتحليل والتقسيم (١١).
لماذا لم تنل مدرسة الحجاز (مكة والمدينة) اهتماماً كبيراً من الدارسين ؟
والإجابة على هذا السؤال من السهولة بمكان إذ يرجع السر في ذلك إلى سير الباحثين الإسلاميين وراء المستشرقين الذين اهتموا بمدرسة العراق، وأهملوا مدرسة الحجاز عن عمد ليدّعوا عجز العرب عن طلب العلم وليقولوا أن العرب عالة على أبناء البلاد المفتوحة التي سبقت العرب بالتمدن من أبناء فارس والروم (١٢).
مدرسة البصرة :
تلقى رجال هذه المدرسة العلوم الإسلامية من مصدرين:
أحدهما محلي في البصرة والآخر عن طريق مدرسة المدينة، أما المحلي فكان على يد أبي موسى الأشعري، وقد رحل إليها سيدنا أنس بن مالك والحسن البصري وابن سيرين بعد أن كانوا في المدينة.
أما الطريق الثاني (عن طريق مدرسة المدينة) فكان يتم بواسطة رحيل طلاب العلم إلى المدينة ليأخذوا عن علمائها ثم يعودوا إلى موطنهم فينشروا ما تعلموه.
ب ـ واستندوا أيضا إلى ما رواه البغوي عن ابن مسعود قال يحاسب الناس يوم القيامة فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ثم قرأ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون الآية (٤) (٥).
ثم قال: إن الميزان يخف بمثقال حبة أو يرجح ثم قال فمن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم وإذا صرفوا أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين إلى أن يقول (وكانوا آخر أهل الجنة دخولا ) ثم ذكر البغوي أقوالا أخرى تدور حول هذا المعنى وهو أن أهل الأعراف هم رجال استوت حسناتهم وسيئاتهم
قول الحسن في أهل الأعراف:
ثم ذكر البغوي قولا للحسن: وهو أن أهل الأعراف هم رجال من أهل الفضل من المؤمنين علوا على الأعراف فيطلعون على أهل الجنة وأهل النار جميعا ويطالعون أحوال الفريقين (٦)
الترجيح..
والذي يرجح القول الأخير هو عدة أمور منها:
أولا: إن الذي يقرأ الآيات ويتمعن في سياقها وأسلوبها ليرى من خلال كلام أهل الأعراف وخطابهم أنهم أناس مفوضون فوق المؤمنين لينادوا الطرفين فيوبخوا أهل النار ويكرموا أهل الجنة انظر إلى قولهم في الآيات ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وانظر إلى دعائهم لأهل الجنة بالسلامة أن سلام عليكم فإنه لا يتفق هذا الأسلوب من الخطاب وهذه المنزلة التي هم فيها في خوف ووجل ماذا يفعل بهم فيما لوقلنا أنهم أناس مقصرون
ثم إن أولية النزول وآخريته تارة تكون بالنسبة لما ورد من الآيات في موضوع خاص كتحريم الخمر وتحريم الربا وفرضية الجهاد وغير ذلك من الموضوعات التي اشتمل عليها القرآن، وتارة تكون الأولية والآخرية بالنسبة إلى القرآن كله وقد أشرنا إليها سابقاً وسيأتي الحديث عنها مفصّلاً.
وأما أوليته وآخريته بالنسبة لموضوع خاص فهذا أمر يطول الكلام فيه ويحتاج إلى تتبع الروايات الكثيرة التي وردت في ذلك. ( ٣ )
ويكفي أن نمثل له بمثالين في هذا المدخل:
١- أول ما نزل في الخمر : روى الطيالسي في مسنده عن ابن عمر قال: نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شيءٍ :
يسألونك عن الخمر والميسر ( ٤ )، فقيل حرمت الخمر فقالوا يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى (٥) فقيل حرمت الخمر قالوا يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر ( ٦ ) فقال رسول الله ﷺ :( حرمت الخمر ) ( ٧ ).
٢- ما نزل في أمر الجهاد والدفاع : شرع الله القتال دفاعاً في السنة الثانية من الهجرة يقول الله تعالى: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ------ إلى ----- ولله عاقبة الأمور ( ٨ ) ثم حضّ الله عليه حضّاً شديداً في آخر الأمر فنزلت سورة براءة وهي من آخر ما نزل من القرآن وفيها قوله سبحانه: وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة ( ٩ ) وسيأتي الكلام عليها مفصّلاً مع استيفاء ذكرها جميعاً إن شاء الله تعالى. ( ١٠ )
لماذا كانت آية اقرأ باسم ربك أول ما نزل وآية واتقوا يوماً آخر ما نزل :
بالبداهة لأن البشر إنما خلقوا للعبادة قال تعالى :( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (١).
المحور الثاني : توجيه العبادة له وحده عز وجل وعدم الالتفات إلى ما سواه وهذا المحور يتمثل في قوله تعالى :( إياك نعبد وإياك نستعين ).
المحور الثالث : توضيح أن العبادة أشمل من أن تكون مجرد شعائر وتتمثل في قوله تعالى :
( صراط الذين أنعمت عليهم ـ غير المغضوب عليهم ولا الضالين ).
علومها :
تشتمل السبع المثاني على أربعة أنواع من العلوم التي هي مناط الدين :
١ ــ علم الأصول وعقائده : كمعرفة الله وصفاته وإليها الإشارة في قوله تعالى :﴿ رب العالمين - الرحمن الرحيم ﴾ وكمعرفة النبوات في قوله ﴿ الذين أنعمت عليهم ﴾ وكمعرفة المعاد وذلك في قوله تعالى :﴿ مالك يوم الدين ﴾.
٢ ــ علم الفروع وأسسه وهي العبادات في قوله تعالى :﴿ إياك نعبد ﴾.
٣ ــ علم ما به يتحصل الكمال وهو علم الأخلاق وذلك في قوله :﴿ وإياك نستعين - اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ﴾.
٤ ــ علم القصص والأخبار ومنه معرفة أخبار الأمم الغابرة السعداء منهم ومن شقي والعياذ بالله وإليه الإشارة في قوله تعالى :﴿ أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾.
وهناك بعض العلماء من قسم علوم القرآن إلى ثلاثة أنواع :
قال الزركشي رضي الله عنه علوم القرآن ثلاثة : توحيد وأحكام وتذكير، وسميت فاتحة الكتاب أم الكتاب والسبع المثاني لأن فيها الأقسام الثلاثة معا.
فالتوحيد في قوله تعالى : مالك يوم الدين.
والأحكام في قوله تعالى : إياك نعبد وإياك نستعين.
والتذكير في قوله تعالى : إهدنا الصراط المستقيم.
هدفها :
هدفها الرئيسي أن نتعلم منها أمورا مهمة :
١ ــ أهمية الحمد لله تعالى وشكره على نعمه التي لا تحصى ما ظهر منها وما بطن.
سور القرآن : ١١٤ أجزاء القرآن : ٣٠ أحزاب القرآن : ٦٠
سجدات القرآن : ١٥ أحرف القرآن : ٧ آياته : ٦٢٣٦
كلمات القرآن : ٧٧٤٣٩ بسملات القرآن: ١١٤ نقط القرآن : ١٠١٥٠٣٠
السور المكية: ٨٦ السور المدنية : ٢٨ المختلف فيها : ١٢
الآيات المكية : ٤٤٧٠ الآيات المدنية : ١٧٢٩
الآيات التي لم تنزل بمكة ولا المدينة : ٣٧ آية.
لفظ الجلالة: ٢٧٠٧ : منها ٩٨٠ مرة في حالة الرفع، و٥٩٢ مرة في حالة النصب، و١١٣٥ في حالة الجر.
حروف القرآن بحسب كتابتها : ٣٢٣٠٧١، حروف القرآن بحسب لفظها : ٣٣٥٢٨٨
والفرق بينهما : ٩٥١٧ حرفا.
وهناك بعض الإحصاءات مختلف فيها مثل عدد الحروف والكلمات والآيات وذلك بسبب الوقوف التي كان يقف عليها النبي ﷺ وكذلك على مذهب من عد البسملة آية من الفاتحة أم لا.
بعض التوافقات في القرآن :
هناك توازن في الكلمات المتوافقة في القرآن وفي الكلمات المتضادة أيضا سأورد مثالا على النوعين : مع العلم بأن هذه التعدادات مع مشتقاتها كلها !
أ ــ التوازن في الكلمات المتوافقة :
كلمة القرآن وردت في القرآن ٧٠ مرة # كلمة الوحي وردت في القرآن ٧٠ مرة
كلمة الطهر وردت في القرآن ٣١ مرة # كلمة الاخلاص وردت في القرآن ٣١ مرة
كلمة البعث وردت في القرآن ٤٥ مرة # كلمة الصراط وردت في القرآن ٤٥ مرة
ب ــ التوازن في الكلمات المتضادة :
كلمة الدنيا وردت في القرآن ١١٥ مرة # كلمة الآخرة وردت في القرآن ١١٥مرة
كلمة الصالحات وردت فيه ١٦٧ مرة # كلمة السيئات وردت في القرآن ١٦٧ مرة
كلمة الملائكة وردت في القرآن ٨٨ مرة # كلمة الشياطين وردت في القرآن ٨٨ مرة
كلمة الحياة وردت في القرآن ١٤٥ مرة # كلمة الموت وردت في القرآن ١٤٥ مرة
كلمة النفع وردت في القرآن ٥٠ مرة # كلمة الفساد وردت في القرآن ٥٠ مرة
بعض التسميات الواردة في القرآن :


الصفحة التالية
Icon