وللقراءة عادات مختلفة في الاستكثار و الاختصار فمنهم من يختم القرآن في اليوم و الليلة مرة وبعضهم مرتين وانتهى بعضهم إلى ثلاثة ومنهم من يختم في الشهر مرة و أولى ما يرجع إليه في التقديرات قول رسول الله ﷺ (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه ) (١٤) وذلك لأن الزيادة عليه تمنعه الترتيل وقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها لما سمعت رجلا يهذر القرآن هذرا إن هذا ما قرأ القرآن ولا سكت وأمر النبي ﷺ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يختم القرآن في كل سبع وكذلك كان جماعة من الصحابة رضي الله عنهم يختمون القرآن في كل جمعة كعثمان وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم ففي الختم اربعة أوجه في يوم وليلة وقدكرهه جماعة، والختم في كل شهر كل يوم جزء من ثلاثين جزء (١٥)
----------------------------
(١) سورة الشمس الآية ١-٢
(٢) تلاوة القرآن المجيد
(٣) سورة ص الآية ٢٩
(٤) سورة محمد الآية ٢٤
(٥) محاضرات في علم القرآن
(٦) سورة الفرقان الآية ٣٢
(٧) التبيان في تجويد القرآن ص ٢٩
(٨) تلاوة القرآن المجيد ص ٧٠
(٩) نوادر الأصول ج ٣ ص ٧٠
(١٠) الفردوس بمأثور الخطاب رقم (١٤١٥)
(١١) انظر فيض القدير ج١ص(٥٤٩)
(١٢) صحيح مسلم رقم الحديث(٧٩٨)
(١٣) سنن أبي داود رقم (١٤٥٤)
(١٤) سنن الترمذي رقم(٢٩٤٩) قال أبو عيسى حسن صحيح
(١٥) إحياء علوم الدين ص (٢٧٥) ج١
بقلم : صالح خضرو
المصادر والمراجع
١ـ تلاوة القرآن المجيد للشيخ عبد الله سراج الدين مطبعة الأصيل حلب.
٢ـ محاضرات في علوم القرآن للدكتور إبراهيم عبد الحميد سلامة طنطا.
٣ـ التبيان في تجويد القرآن عبد اللطيف الشيخ نجيب خياطة مكتبة التراث مطبعة اليمامة دمشق.
٤ـ نوادر الأصول الحكيم الترمذي دار الجيل ط١ت د عبد الرحمن عميرة.
الأصبهاني: هو محمد بن عبد الرحيم بن سعيد الأصبهاني ويكنى أبا بكر (٦). وكان إماما ًفي رواية ورش ضابطاً لها مع الثقة والعدالة رحل فيها وقرأ على أصحاب ورش وأصحاب أصحابه ثم نزل بغداد فكان أول من أدخلها العراق وأخذها الناس عنه حتى صار أهل العراق لا يعرفون رواية ورش من غير طريقه ولذلك نسبت إليه دون ذكر أحد من شيوخه. قال الحافظ أبو عمرو الداني : هو إمام عصره في قراءته نافع رواية ورش عنه لم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه وعلى ما رواه أهل العراق ومن أخذ عنهم إلى وقتنا هذا (٧) توفي ببغداد سنة ست وتسعين ومائتين (٢٩٦)هـ.
﴿ترجمة الإمام ابن كثير المكي رحمه الله تعالى﴾
ابن كثير : هو أبو معبد عبد الله بن كثير بن عمرو عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز الداري المكي ولد بمكة سنة خمس وأربعين (٤٥) هـ وتلقى القراءة عن أبي السائب عبد الله بن السائب المخزومي ومجاهد بن جبر وعلى درباس مولى ابن عباس وقرأ ابن السائب على أُبيّ بن كعب وعمر بن الخطاب وقرأ مجاهد على ابن السائب وابن عباس وقرأ درباس على ابن عباس وقرأ ابن عباس على أُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وقرأ زيد وأُبيّ وعمر على رسول الله ﷺ وكان إمام الناس في القراءة بمكة لا ينازعه فيها منازع. قال ابن مجاهد : لم يزل هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات. وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال نعم ختمت على ابن كثير بعدما قرأت على مجاهد و كان أعلم بالعربية من مجاهد و كان بليغا ًفصيحا ًمفوهاً أبيض اللحية طويلاً أسمر جسيماً
يخضب بالحناء عليه السكينة و الوقار. لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري و أنس بن مالك رضي الله عنهم. توفي ابن كثير سنة عشرين و مائة (١٢٠)هـ (٨).
والإمام ابن كثير له راويان ١- البزي ٢- قنبل.
ترجمة الإمام البزي الراوي عن الإمام ابن كثير المكي رحمهما الله تعالى :
وهنا يجب التنبيه والانتباه إلى أمر وهو في غاية الأهمية ألا وهو أن القرآن الكريم وكذلك القراءات المتواترة مصدرها ومنشأها الوحيد والأوحد هو سيدنا ومولانا محمد رسول الله ﷺ وهو ﷺ تلقاه عن الروح الأمين سيدنا جبريل على نبينا وعليه الصلاة والسلام عن رب العالمين جل وعلا قال الله تعالى وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين (٤)
قال الإمام ابن الجزري رحمه الله تعالى (٥) ولما خص الله تعالى بحفظه أي القرآن الكريم والقراءات من شاء من أهله أقام له أئمة ثقات تجردوا لتصحيحه وبذلوا أنفسهم في إتقانه وتلقوه من النبي ﷺ حرفا حرفا لم يهملوا منه حركة ولا سكونا ولا إثباتا ولا حذفا ولا دخل عليهم في شيء منه شك ولا وهم وكان منهم من حفظه كله ومنهم من حفظ أكثره ومنهم من حفظ بعضه كل ذلك في زمن النبي ﷺ ا. هـ
وهي طريقة تعتمد على توضيح وتفسير المراد من الآيات وبيان غامضها، أو سبب نزولها وهي تصلح للكبار أكثر من الصغار وتتم عملية الحفظ فيها كالتالي: أحضر المصحف ومعه تفسير موجز لكلمات القرآن أو تفسير متوسط يتوسع قليلاً واختر مقطعاً من مقاطع السورة التي ترغب في حفظها ثم اقرأ هذا المقطع مركزاً في قراءتك على الكلمات الغريبة ثم افتح التفسير لإدراك معنى الكلمات الغريبة ولتحيط بمعنى الآيات بالإجمال وتطلع فيما إذا كان هناك سبب نزول للآيات وأين نزلت؟ إن أمكن وتكون بهذا قد كونت صورة واضحة شاملة عن الآيات على وجه الإجمال ثم ابدأ بعملية الحفظ مركزاً على نقاط المعاني التي أحطت بها في ذلك المقطع فإذا أتقنت المقطع حفظاً وفهماً فقد حزت كل شيء ثم بإمكانك الانتقال إلى مقطع آخر وتقوم بنفس الخطوات.
٤- الأمور التي تورث الحفظ :
١- الجد والمواظبة.
٢- تقليل الطعام.
٣- صلاة الليل بالخضوع والخشوع.
٤- تكثير الصلاة على النبي ﷺ.
٥- السواك وشرب العسل.
٦- الصوم وأكل الحلو والعدس واللحم معتدلاً.
٧- دوام الوضوء.
٨- الجلوس مستقبل القبلة.
٩- النظر إلى وجه العالم.
١٠- امتثال أمر الوالدين وإطاعتهما.
١١- الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل والاشتغال فيه بطاعة الله.
١٢- قراءة القرآن من أسباب الحفظ قيل ليس شيء أزيد للحفظ من قراءة القرآن لا سيما آية الكرسي وقراءة القرآن نظراً.
١٣- وفيما أوصى به النبي ﷺ لعلي كرم الله وجهه وفيه: يا علي ثلاث يزدنفي الحفظ ويذهبن السقم: اللبان والسواك وقراءة القرآن.
٥- صور مبتكرة من أساليب مراجعة القرآن الكريم :
أولاً: المراجعة الدائرية: وذلك بأن يجتمع قوم من الحفظ على شكل دائرة ثم يبدأ الأول بآية من سورة ما غيباً ويتابع الثاني الآية الثانية ثم يسكت ويتابع الثالث وهكذا كل واحد يقرأ آية واحدة وهذه فيها فائدة مع مراعاة بعض الملاحظات:
هل هو توقيفي بأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم، أم اصطلاحي باتفاق بين الكتبة و بين سيدنا عثمان رضي الله عنه، و ذهبوا في ذلك مذاهب ثلاثة:
١ـالمذهب الأول: أنه توقيفي لا تجوز مخالفته، وذلك مذهب الجمهور.
و مجمل دليلهم: إقرار النبي صلى الله عليه و سلم الكتبة على كتابتهم، ثم إجماع أكثر من اثني عشر ألفاً من الصحابة، ثم إجماع الأئمة من التابعين و المجتهدين عليه، وأدلة أخرى من العقل و النقل.
ذكر جملة من أقوالهم في التزام الرسم العثماني:
عن مالك: سئل أرأيت من استُكتب مصحفاً أترى أن يكتبه على ما استحدثه الناس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك، ولكن يكتب على الكتبة الأولى.
عن أحمد: قال: تحرم مخالفة خط عثمان في واو أو ياء أو غير ذلك.
٢ـالمذهب الثاني: أنه اصطلاحي فتجوز مخالفته، وعليه ابن خلدون في مقدمته، والقاضي أبو بكر، ودليلهم: أن الله لم يفرض على الأمة شيئاً في كتابته، ولم يرد في السنة والإجماع ما يوجبه. و لقد نوقش هذا المذهب بأدلة تضعفه و تقلل من منطقيته.
٣ـ المذهب الثالث: تجب كتابة المصحف للعامة على الاصطلاحات الشائعة عندهم،
و يجب في ذات الوقت المحافظة على الرسم العثماني بين الآثار الموروثة عن السلف.
وهذا الرأي: يحتاط للقرآن من ناحية إبعاد الناس عن اللبس، ومن ناحية إبقاء الرسم المأثور ليقرأ به العارفون به، والاحتياط مطلب ديني خاصة في جانب حماية التنزيل.
والراجح: ما عليه الجمهور، وأن رسم القرآن توقيفي كله، ومنه ما كان بإملاء الرسول ﷺ كتابةَ بعض الكلمات، والقسم الآخر كتب كما تقرؤه قريش بلسانها.
* * *
المصاحف و دور التحسين و التجويد ـ الإعجام، الشكل ـ حكمهما
من الأشياء المستحدثة في المصاحف النقط، وهو قسمان: ١ـ إعراب، ٢ـ إعجام.
١ـ فنقط الإعراب: ـ الشكل ـ هو العلامات الدالة على ما يعرض للحرف من حركة أو سكون أو شد أو مد. واختلف في أول من وضعه فقيل الخليل و قيل غيره.
وفي عهد سيدنا أبي بكر - رضي الله عنه - اختير سيدنا زيد بن ثابت - رضي الله عنه - وقد أرسل إليه سيدنا أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وقال له (إني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن وإني أرى أن تجمع القرآن ) يقول زيد (فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن )
وفي عهد سيدنا عثمان أحضر الصحف التي كانت عند حفصة وأمر بنسخها فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وفيه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وأمرهم أن يكتبوه بلسان قريش لأنه أنزل بلسانهم ففعلوا..(٨)
------------------------------------
(١) سورة القيامة الآية ١٧ (٢) الوحي والقرآن ص ١٣٧
(٣) تحفة الأحوذي ج ١ / ص ٤٤٨ (٤) مناهل العرفان ص ٣٦ - انظر الإتقان ج١/ ص ١٣٦.
(٥) مناهل العرفان ص ٢٢٤ - انظر أيضاً الوحي والقرآن ص ١٥٠.
(٦) مناهل العرفان ص٣٦ ـ الوحي والقرآن ص١٥٠
(٧) الإتقان ج١ص١٦٤ انظر الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ص١٦٣
(٨) الوحي والقرآن ص١٣٩ـ١٦٠..
(٨) الوحي والقرآن ص١٣٩ـ١٦٠..
بقلم :
عبد الله صبحة
المصادر و المراجع
١ـ الوحي و القرآن لعبد الحميد سرحان ـ الهيئة لمصرية العامة للكتاب
٢ـ مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة ط ٢
٣ـ الإتقان في علوم القرآن ـ جلال الدين السيوطي ـ دار إحياء العلوم
٤ـ الوجيز في فضائل الكتاب العزيز ـ محمد بن أحمد الأندلسي القرطبي دار الحديث ـ تحقيق علاء الدين علي رضا
٥ـ علوم القرآن الكريم ـ الدكتور نور الدين عترـ مطبعة الصباح
٦ـ جامع البيان - محمد بن جرير الطبري ـ دار المعرفة
٧ـ تحفة الأحوذي محمد عبد الرحمن المباركفوري ـ دار الكتب العلمية
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
www.hqw٧.com
١ ـ أن صيغة الترجمة استقلالية يراعى فيها الاستغناء بها عن أصلها وحلولها محله ولا كذلك التفسير فإنه قائم أبداً على الارتباط بأصله فبالتفسير لا يمكن قطع التراكيب بعضها عن بعض (١١).
٢ ـ الترجمة لا يجوز فيها الاستطراد أما التفسير فيجوز بل قد يجب فيه الاستطراد لأن الترجمة مفروض فيها أنها صورة مطابقة لأصلها حاكية له فمن الأمانة أن تساويه بدقة من غير زيادة ولا نقص، بخلاف التفسير فإنه بيان لأصله وتوضيح له وقد يقتضي أن يذهب المفسر مذاهب شتى في الاستطراد ولا كذلك في الترجمة(١٢).
٣ ـ الترجمة تتضمن عرفاً دعوى الوفاء بجميع معاني الأصل ومقاصده، ولا كذلك التفسير فإنه قائم على كمال الإيضاح سواء أكان بطريق إجمالي أو تفصيلي متناولاً كافة المعاني والمقاصد أو مقتصراً على بعضها دون البعض (١٣).
٤ ـ أن الترجمة تتضمن عرفاً دعوى الاطمئنان إلى أن جميع المعاني والمقاصد هي مدلول كلام الأصل وأنها مرادة لصاحب الأصل منه، ولا كذلك التفسير بل المفسر تارة يدعي الاطمئنان وذلك إذا توافرت لديه أدلته وتارة لا يدعيه، بل ثم هو طوراً يصرح بالاحتمال ويذكر وجوهاً محتملة مرجحاً بعضه على بعض، وطوراً يسكت عن التصريح، وقد يبلغ به الأمر أن يعلن عجزه عن فهم كلمة أو جملة ويقول : رب الكلام أعلم بمراده (١٤).
مثالا على الفوارق بينهما :
قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط (١٥).
فالمترجم ترجمة حرفية يأتي بكلام من لغة الترجمة يدل على النهي عن ربط اليد في العنق وعن مدها غاية المد مع مراعاة ترتيب الأصل ونظامه ولكن هذا التعبير الجديد يخرج في أسلوب ما يرمي إليه الأصل من النهي عن التقتير والتبذير بل قد يستنكر المترجم لهم ويقول: ما باله ينهى عن ربط اليد بالعنق وعن مدها غاية المد.
واستدلوا أيضا بأنه لو لم تكن العبرة بعموم اللفظ لكان معنى ذلك استعمال اللفظ العام بمعنى خاص بدون فائدة وهذا خلاف الأصل وخروج عن المألوف في أساليب العرب ويرى بعض العلماء أن العبرة بخصوص السبب فقط فلفظ الآية النازلة على سبب يكون مقصورا على السبب الذي نزلت من أجله أما أشباه سببها فلا يعلم حكمه من نص الآية، وإنما يعلم من دليل آخر هو القياس أو قول النبي ﷺ في الحديث (حكمي على الواحد كحكمي على الجماعة ) (٩)
ويجب أن يلاحظ: أن حكم النص العام الوارد على سبب يتعدى عند هؤلاء وهؤلاء إلى أفراد غير السبب الذي نزل فيه وغير الجمهور يقولون أنه يتناولهم إلا بالقياس أو بنص آخر
ذِكْرُ المفسرين لنزول الآية أسبابا متعددة :
كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة وطريق الاعتماد في ذلك أن ننظر إلى العبارة الواقعة فإن عبر أحدهم بقوله نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمرا آخر فإن هذا يراد به التفسير لا ذكر السبب فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما
وإن ذكر واحد سببا معبرا بقوله نزلت في كذا وصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهو المعتمد وإن ذكر واحد سببا وآخر سببا غيره فإن كان أحدهما صحيحا دون الآخر فالصحيح المعتمد وإن استوى الإسنادان في الصحة فيرجح أحدهما بكون راويه حاضر القصة أو نحو ذلك من وجوه الترجيحات وإن أمكن نزولها عقيب السببين و الأسباب المذكورة بألا تكون معلومة التباعد فيحمل على ذلك.
قال ابن حجر : لا مانع من تعدد الأسباب (١٠)
وإن لم يمكن ذلك فيحمل على تعدد النزول وتكرره. والله أعلم
قال الإمام الزركشي: (١١) ( وقد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه وتذكيراً به عند حدوث سببه خوف نسيانه )
ولا يقال: كيف يتعدد النزول للآية الواحدة وهو تحصيل حاصل ؟
إنه ربنا نعم المولى هو نعم الوكيل
بقلم : أحمد بدلة
------------------------------
(١) حديث متفق عليه من حديث سيدنا معاوية.
(٢) سورة الشمس الآية : ٧
(٣) سورة الحجر الآية : ٩
(٤) الحديث أخرجه الترمذي حسن صحيح.
(٥) هذه الكلمة لفظ أدبي مع القرآن الكريم عوضا عن التعبير بكلمة البيع والشراء.
(٦) مشيرا في بعضها إلى بعض الأدلة من الدراسة الفقهية التي يهتم بها القارئ.
فأمره هو كلامه – الذي يأمرنا به في القرآن أو النص التشريعي – صفة له لا تغيير فيه ولا تبديل وإنما التغيير والتبديل في المأمور به فافهم هذا فإن أهل البدع ربما لبسوا في ذلك وجعلوا التغيير والتبديل في أمره ليثبتوا خلق القرآن – تعالى الله عن ذلك لا تبديل لكلماته.
وإليك الدليل والتمثيل على جوابنا الذي أشار إليه الحارث المحاسبي في كتابه فهم القرآن :
فالله عز وجل قدر في غيبه الأول بلا أمد تغيير الشرائع وتبديل الملل على ألسنة الأنبياء والمرسلين واختلاف أحكامها كما أراد، فأتى كل رسول قومه بشرع شرعه الله مخالف لشرع من كان قبله من الرسل بدليل قول الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً (٥) وقوله ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها (٦) وذلك منه تعالى تعبد واختبار وابتلاء للطائع والعاصي، ولما علم ما فيه من صلاح عباده ليعلم منهم علم مشاهدة يقع عليه الجزاء لأهل الطاعة من أهل المعصية، مع أن الله علم ذلك منهم قبل خلقهم بلا أمد لكن ذلك علم لا تكون عليه المجازاة إنما تكون المجازاة على ما ظهر من الأعمال بدليل قول الله تعالى ليبلوكم أيكم أحسن عملاً (٧).
فالملل والشرائع كلها متفقة في أنها عبادة لله وطاعة له وهي مختلفة في الهيئة والعدد والرتبة.
وكذلك الناسخ والمنسوخ كله عبادة لله وطاعة له وفرض منه علينا، فعله كله طاعة لله على ما رتبه وأمر به في أزمانه وأوقاته وإن كان مختلفاً في الهيئة والصفة.
ح- التنويع في عرض الأمثال، مرة بالعرض المفاجئ وبالتمثيل البسيط وأخرى بالتمثيل المركب الذي يطابق كل جزء منه جزءا من الممثل له، وأخرى بالتمثيل المركب الذي ينتزع منه وجه الشبه بنظرة كلية عامة وغير ذلك من فنون القول وأساليبه.
ط- البناء على المثل والحكم عليه كأنه عين الممثل له، على اعتبار أن المثل قد كان وسيلة لإحضار صورة الممثل له في ذهن المخاطب ونفسه، وإن حضرت صورة الممثل له ولو تقديرا، فالبيان البليغ يستدعي تجاوز الممثل، ومتابعة الكلام عن الممثل له، وتسقط صورة المثل لتبرز القضايا المقصودة.
ي- كثيرا ما يحذف من المثل القرآني مقاطع من الصورة التمثيلية، اعتمادا على ذكاء أهل الاستنباط، إذ باستطاعتهم أن يتصوروا في أذهانهم كامل الصورة ويتموا ما حذف منها (١٢).
أهمية المثل في التربية :
١- الأهداف التربوية العامة، وتشمل :
أ- تعرية الباطل و تزييفه، وفضح مواقفه.
ب- توضيح الحق وتثبيته، وإقامة حججه وبراهينه.
ج- التحذير من عاقبة كفر النعمة، وبطر المعيشة.
د- استخلاص سنن الله تعالى في الكون والحياة والإنسان.
٢- الأهداف التربوية الخاصة، ومن أهمها :
أ- تقريب الحقائق الغيبية للأذهان.
ب- تصوير الحقائق الإيمانية المجردة بصورة محسوسة.
ج- ربط عالم الشهادة بعالم الغيب.
د- فضح تناقض المشركين والمنافقين في مواقفهم.
هـ - تقرير حقائق للترغيب بها، أو التنفير منها.
و- تفاهة مواقف الكافرين من الحقائق الكبرى (١٣).
أهم من ألف في أمثال القرآن :
١- الأمثال من الكتاب والسنة تأليف أبي عبد الله محمد بن علي ابن الحسن المعروف بالحكيم الترمذي المتوفى سنة ٣٢٠ هـ.
٢- أمثال القرآن تأليف إبراهيم بن محمد بن نفطويه المتوفى سنة ٣٢٣ هـ.
٣- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف الحسن بن الفضل.
٤- الأمثال الكامنة في القرآن تأليف أبي محمد الحسن بن عبدالرحمن
بن إسحاق القضاعي.
الحكمة الأولى : لأنهم غير جادين بهذه المطالب ولو لبيت لهم لما آمنوا لأن مقصدهم هو التعجيز كما أشارت الآية الكريمة: ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون - لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون (٤) فمن العبث عندئذ إتباع أهوائهم ورغباتهم ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض، ولو أجيبوا إلى مطالبهم من المعجزات المادية الباهرة القاهرة ثم نكصوا على أعقابهم وكفروا فقد جرت سنة الله أن يعذبهم في الدنيا والآخرة.
الحكمة الثانية : إظهار مكانة القرآن الكريم وأن المعجزات المادية تتضاءل بجانب معجزته فهي المعجزة الباقية الخالدة إلى يوم القيامة (٥).
الحكمة الثالثة : أن الله عزوجل قد استجاب لمطالبهم ولكن بشيء أعلى وأسمى فهم يطلبون الذي هو أدنى فأعطاهم الله ما هو خير و أعلى : معجزة خالدة باقية هي القرآن الكريم لا تنقضي بانقضاء عصرهم لكنها تبقى حتى يراها من بعدهم فيتبين لهم أنه الحق.
جوانب الإعجاز في القرآن الكريم :
لو نصت آيات الذكر الحكيم على وجوه الإعجاز لكفر جاحدها أو الشاك فيها هذا ومن رحمة الله تعالى بنا أن القرآن الكريم لم يتركنا في حيرة بل وجهنا في الآية بعد الآية إلى تدبر مواطن الإعجاز التي تقود إلى إدراك مالا يتناهى فيرى كل متدبر حسب سلامة فطرته وقوة بصيرته فقد يدرك الباحث وجها من وجوه الإعجاز بينما يدرك أهل عصر مالا يدركه غيرهم في عصر آخر (٦).
ومن أهم وجوه الإعجاز في القرآن الكريم :
١. الإعجاز اللغوي وينقسم إلى : الإعجاز البياني و الإعجاز بالنظم و الإعجاز الصوتي و حسن تأليفه والتئام كلمه وفصاحتها.
٢. الإعجاز الغيبي وينقسم إلى ثلاثة أقسام على حسب عصر النبوة : غيب الماضي وغيب الحاضر-وهو عصر النبوة- وغيب المستقبل.
٣. الإعجاز التشريعي.
١. الإعجاز العلمي وينقسم إلى ثلاثة أقسام : الإعجاز الكوني والإعجاز الطبي والإعجاز العددي.
كان التفسير زمان الصحابة والتابعين يروى ويحفظ في الصدور ثم بعد عصر الصحابة والتابعين دُوّن الحديث الشريف متضمناً التفسير وكان ممن دوّنه: سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وآخرون.
ثم في أواخر عهد الأمويين بداية عهد العباسيين وضع التفسير لكل آية من القرآن على حسب ترتيب المصحف وتم ذلك على أيدي طائفة من العلماء منهم: ابن ماجه وابن جرير الطبري وغيرهم ومن بعد هؤلاء اختصرت الأسانيد وفي العصر العباسي دُوّن التفسير بالرأي مع التفسير بالمأثور (١٦).
أول من دوّنه:
ولا نستطيع أن نُعيِّن بالضبط المفسر الأول الذي فسر القرآن آية آية ودونه على التتابع وحسب ترتيب المصحف، لكن كانوا طائفة لا نستطيع التحديد بالضبط من هو أول من دوّنه منهم : ابن جرير الطبري وابن ماجه وابن حبان والحاكم (١٧).
بقلم : محمد خلف العبد الله
---------------------------------
(١) الإتقان ج٢ ص٤٨٩
(٢) لسان العرب حرف الراء فصل الفاء ج٥ ص٥٥
(٣) المفردات ص٣٨١
(٤) التفسير والمفسرون ج١ ص١٤
(٥) الإتقان ج٢ ص٤٩١
(٦) مناهل العرفان ج١ ص٤٢٣
(٧) الإتقان ج٢ ص٤٩٦
(٨) مناهل العرفان ج١ ص٤٢٩
(٩) الإتقان ج٢ ص٤٩٦ باختصار
(١٠) تفسير الطبري ج١ ص٥
(١١) غرائب القرآن ج١ ص٥
(١٢) الوحي والقرآن لسرحان ص١٢٦
(١٣) مناهل العرفان ج١ ص٤٢٩
(١٤) البرهان ج١ ص١٣
(١٥) الإتقان ج٢ ص٤٩٥
(١٦) انظر التفسير والمفسرون ج١ ص١٤٠-١٤٦
(١٧) انظر التفسير والمفسرون ج١ ص١٤١-١٤٢
المصادر والمراجع
١- الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار إحياء العلوم الطبعة الثانية تحقيق: محمد شريف سكر.
٢- البرهان في علوم القرآن بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه الطبعة الثانية تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم.
٣- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي.
٤- جامع البيان محمد بن جرير الطبري دار المعرفة.
وإذا خلا التفسير من الدراية فقد خلا من قيمته البيانية والتوضيحية، وإذا كانت الرواية كافية في مجال التفسير بالمأثور فإن التفسير بالرأي لا بد فيه من دراية واسعة.
أهم ضوابط التأويل:
أهم ضوابط التأويل ما يلي:
١- أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص ومما تدل عليه اللغة من دلالات ومعان.
٢- أن يكون المؤول عالماً باللغة عارفاً قواعدها ملماً بمعاني الألفاظ.
٣- استقامة المؤول وسلامة عقيدته.
٤- أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح الانسجام مع التصور القرآني العام في إقراره لمبادئ الإسلام وعقيدته مؤكداً القيم الإسلامية الثابتة، لأنه إذا انتفت صلة التواصل والانتماء بين النص والتأويل انتفت شرعية ذلك التأويل (٨).
أنواع التفسير بحسب :
أ- المصدر ب- الموضوع ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس:
أ - بحسب المصدر:
١- تفسير القرآن بالقرآن ومنه قوله تعالى فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه(٩) فسرتها الآية في سورة الأعراف وبينت ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه وهي قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (١٠).
ومن هذا النوع تفسير القراءات بعضها ببعض مثل يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله (١١) فسرت السعي القراءة الثانية (فامضوا إلى ذكر الله).
٢- تفسير القرآن بالسنة والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردت للتفسير باباً من الأبواب تذكر فيها ما ورد من الأحاديث ومثال ذلك ( إن المغضوب عليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى ) (١٢).
٣- التفسير بالاجتهاد والاستنباط وهو ما صدر عن الصحابة أولا ثم التابعين ثم من بعدهم بالاستعانة باللغة وعادات العرب وأسباب النزول ومعرفة مقاصد الشريعة.
٤- التفسير المعتمد على أهل الكتاب وكتبهم"الإسرائيليات" وهذا إنما كان مصدراً ضيقا ً محدودا ً(١٣).
ب- الموضوع :
وفي كلا المصدرين مدرسة المدينة هي صاحبة هذا الفضل على تلاميذ البصرة (١٣).
أستاذ مدرسة البصرة وأشهر تلاميذه:
أستاذها الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس، وأشهر تلاميذه الحسن البصري وقتادة وابن سيرين.
المنهج والطريقة لمدرسة البصرة :
اتسمت الطريقة التي يعالجون بها العلم بعلامات معينة منها:
الاهتمام بالتحليل والميل إلى الواقعية والتركيز على النقد (١٤).
مدرسة الكوفة:
أستاذ مدرسة الكوفة وأشهر تلاميذه:
أستاذها سيدنا عبد الله بن مسعود، وأشهر تلاميذه علقمة بن قيس ومسروق ومرة الهمداني وعامر الشعبي (١٥) والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل وعبيدة والأسود (١٦).
مدرسة الكوفة ومنهجها:
اتخذ الأساتذة طريقة " التحفيظ والتسميع في القرآن الكريم خاصة " وهي الطريقة المقبولة التي لا يعتريها عيب مع كتاب الله لأنه لا يصح أن يعتمد التلميذ فيه على نفسه خشية الزلل، وليس فيها كبت للقدرات والمواهب إذا ما اقتصرت على هذا الموضوع (موضوع التحفيظ والتسميع في القرآن الكريم خاصة).
أما في غيره من العلوم فإنها تركت للتلميذ حريته في اختيار المادة والموضوع الذي يريد دراسته، ويتناسب مع مواهبه واستعداده مع التأكد من صدق اختياره وميوله، ومع التوجيه والشرح
والإلقاء من الأستاذ والسؤال والمراجعة والفهم الخاص من التلميذ ؛ فلم تترك للتلميذ مطلق الحرية في الاختيار والفهم، ولم تسلبه استعداده بالكلية.
وتحقيقاً لهذا فإنهم لجؤوا إلى انتقاء التلاميذ حسب صلاحيتهم للعلم عامة، ولفرع من الفروع بصفة خاصة وقد يرفض الأستاذ تلميذاً لعدم صلاحيته في مجال العلوم النظرية ويدلنا على هذا قول الحارث بن سويد ( إن كان الرجل ليتبعنا إلى عبد الله بن مسعود – أستاذ مدرسة الكوفة
الأول – فيما يقبله يرده )(١٧) لعدم صلاحيته للتلقي ولا يتم هذا على وجه الدقة إلا بخبرة الأستاذ وفراسته (١٨).
ثانيا: قوله تعالى يعرفون كلا بسيماهم قال الإمام الرازي في تفسيره: أي يعرفون في الدنيا أهل الخير والإيمان وأهل الكفر والمعصية فهو تعالى يجلسهم على الأعراف وهي الأماكن العالية الرفيعة ليكونوا مطلعين على الكل يشهدون على كل أحد بما يليق به.
فهذه الآية دليل على أنهم أي أهل الأعراف هم أهل الفضل من المؤمنين وأشرافهم، ولا ينبغي أن تفسر الآية هذه بأن يقال يعرفون أهل النار بسواد وجوههم وأهل الجنة ببياضها لأنه كما قال الرازي أيضاً لو كان المراد هو هذا لما بقي لأهل الأعراف اختصاص بهذه المعرفة لأن كل أحد من الناس يعرف هذه الأحوال من أهل الجنة وأهل النار.
وإذا قيل إن قوله تعالى لم يدخلوها وهم يطمعون ينافي هذا المعنى المرجح حيث إنه تعالى بيّن أنهم لم يدخلوا الجنة وهم يطعمون بدخولها وهذا الوصف لا يليق بالأنبياء والشهداء وأهل الفضل يجاب على هذا الإيراد بأنه يقال لا يبعد أنه تعالى بين أن من صفات أهل الأعراف أن دخولهم الجنة يتأخر والسبب فيه أنه ميّزهم عن أهل الجنة وأهل النار وأجلسهم على الأعراف ليشاهدوا ويطمئنوا ثم بعد ذلك يدخلون الجنة فثبت أن كونهم غير داخلين أولاً لا يمنع من شرفهم وعلو درجاتهم فالمراد من الطمع اليقين ألا ترى أنه تعالى قال حكاية عن إبراهيم والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدينوذلك الطمع كان طمع يقين فكذا هاهنا أي : لم يدخلوهاـ للسبب الذي بيناه وهم يطمعون طمع يقين أنهم سيدخلونها أي: يوقنون ا. هـ
بقلم : أحمد رشواني
----------------------------
(١) سورة الأعراف الآيات ٤٦ – ٤٩.
(٢) تفسير الخازن الجزء الثاني ص(٢٣٢) طبعة دار الفكر
(٣) تفسير البغوي المعروف بعالم التنزيل المرقوم على هامش الخازن
(٤) سورة المؤمنون الآية ١٠٢
(٥) نفس المصدر.
(٦) تفسير الرازي التفسير الكبيرـ ج٥ ص(٢٤٨) و(٢٤٩) طبعة دار إحياء التراث العربي إعداد مكتب التحقيق
جميع الحقوق محفوظة لموقع عالم القرآن الكريم
إن من يتأمل أول آية نزلت اقرأ باسم ربك الذي خلق ( ١١ ) يجد أن الإسلام دين العلم وأن القرآن قد حضّ على القراءة والتعلم، فالكلمة النورانية الأولى هي اقرأ للدلالة على أن نور العلم سيمحي بإذن الله جهالة الشرك والمشركين، وبعد هذه الآية تتابع نزول القرآن وكانت الهداية للبشرية إلى أن شاء الله أن يختتم تنزيل كتابه بقوله: واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ( ١٢ ) ليقول لنا إن العلم الذي أمرتم به ينبغي أن يكون نافعاً ليوصلكم في نهاية المطاف إلى تقوى الله عز وجل والاستعداد للقائه، كما أن الآية الأولى تُثبِت أن لهذا الكون خالقاً وهو الله والآية الثانية فيها إثباتٌ للمعاد والحشر، وتحت هذين الشيئين الإيمان بالله و اليوم الآخر تنطوي تعاليم ديننا الحنيف.
هل الاعتماد في تحديد أول وآخر ما نزل على النقل والتوقيف أم على العقل :
مدار هذا البحث على النقل والتوقيف ولا مجال للعقل فيه إلا بالترجيح بين الأدلة أو الجمع بينهما فيما ظاهره التعارض منها. ( ١٣ )
بقلم : أحمد عرابي
------------------------------
( ١ ) انظر كتاب الوحي والقرآن للدكتور محمد حسين الذهبي ص ١١١.
( ٢ ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء ١ | ٨٨.
( ٣ ) انظر كتاب الوحي والقرآن للدكتور محمد حسين الذهبي ص ١١١.
( ٤ ) سورة البقرة الآية ٢١٩
( ٥ ) سورة النساء الآية ٤٣
( ٦ ) سورة المائدة الآية ٩٠-٩١
( ٧ ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء ١ | ٩٦ والإتقان في علوم القرآن جزء ١ | ٨٧.
( ٨ ) سورة الحج الآية ٣٩-٤١
( ٩ ) سورة التوبة الآية ٣٦
( ١٠ ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء ١ | ٩٧.
( ١١ ) سورة العلق الآية ١
( ١٢ ) سورة البقرة الآية ٢٨١
( ١٣ ) انظر كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن جزء ١ | ٨٨.
المراجع
١- الوحي والقرآن الكريم – للدكتور : محمد حسين الذهبي - مكتبة وهبة - الطبعة الأولى.
٢ ــ إن أساس علاقته تعالى بعباده هي أنه تعالى رحمن رحيم فإن استقام العبد وأطاعه فإنه يجوز على الصراط كالبرق إلى الجنة ويكون من الناجين الفائزين، وإن أعرض عن شرعته فهو من الخائبين، وسيعذبه عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين.
٣ ــ إخلاص العبادة له تعالى والعلم القطعي بأنه لا يستحق العبادة بحق سواه.
٤ ــ إنّ طاعة الله تعالى ورسوله والاستقامة على أمره لا يتم إلا بمعونة من الله لذلك قرن العبودية بالاستقامة بقوله تعالى :﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾.
٥ ــ إن الهداية نعمة من الله ويجب أن نشكره عليها فكم من الضالين والمغضوب عليهم والعياذ بالله تعالى.
٦ ــ أن تكون الأمة متماسكة مترابطة متوحدة لأن الخطاب بشكل عام جاء في سورة الفاتحة بصيغة الجمع.
٧ ــ إن أعداء الإسلام هم المغضوب عليهم والضالين.
التقسيم الموضوعي :
التقسيم الموضوعي في سورة الفاتحة ثلاثة أقسام :( الحمد * الثناء * التمجيد ).
قال تعالى في الحديث القدسي :﴿ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى : حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين، قال : مجدني عبدي، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم صرا ط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ﴾ (٢)
فضائلها :
إن الفاتحة بما اشتملت عليه من إيجاز وإعجاز تعطي صورة عامة وفكرة مركزة عن القرآن الكريم لأن سورة الفاتحة زبدة القرآن وتعتبر خلاصة موجزة لمقاصده.
قال تعالى :( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) (٣)
ـ عند نزول سورة الفاتحة نزل ثمانون ألف ملك.
قال الغزالي:
ـ إذا كنت ملتمسا لرزق ونيل القصد من عبد وحر
ــ أسماء القرآن : الفرقان، الكتاب، النور، التنزيل، الكلام، الحديث، الموعظة، الهادي الحق، البيان، المنير، الشفاء، العظيم، الكريم، المجيد، العزيز، النعمة، الرحمة، الروح الحبل، القصص، المهيمن، الحكم، الذكر، السراج، البشير، النذير، التبيان، العدل، المنادي، الشافي، الذكرى، الحكيم، الميزان، أحسن الحديث، المتشابه، المثاني، حق اليقين، التذكرة، الكتاب الحكيم، القيم.
ــ أسماء الحيوانات : أنواع الحيوانات الواردة أكثر من خمسين نوعا سأورد أشهرها :
البقر، المعز، الناقة، الهدهد، البغال، الجياد، الحوت، القسورة، الكلب، الضأن، الضفادع، الخيل.
ــ أسماء بعض الحشرات : النمل، العنكبوت، البعوضة، الجراد، القمل، النحل.
ــ أنواع النبات والزروع: النخل، العنب، الزيتون، الفوم، العدس، البصل، القثاء، الرطب الحب، الريحان، اليقطين، التين.
ــ الملابس في القرآن : الاستبرق، الثياب، الحرير، الريش، السندس، القميص، الجلابيب العبقري، الكسوة.
ــ السلع في القرآن : حوالي سبعا وثلاثين نوعا من السلع منها :
الآنية، الأكواب، القدور، الأباريق، النمارق، الماعون، الدهان، السرر، السراج، الجفان القلائد، الفخار.
ــ الأوزان الواردة في القرآن : الصاع من كلمة ﴿ صواع ﴾، القنطار، المثقال، الدرهم، الدينار.
التقسيم الموضوعي للآيات:
العقائد ورد فيها ١٤٤٣ آية، التوحيد ورد فيه ١١٠٢ آية، العبادات ورد فيها ٤١١٠ آية،
النظام الاجتماعي ورد فيه ٨٤٨ آية، الدين ورد فيه ٨٢٦ آية، تهذيب الأخلاق ورد
فيها ٨٠٣ آية
بشأن سيدنا محمد ورد فيه ٤٠٥ آية، التبليغ ورد فيه ٤٠٠ آية، القرآن الكريم ورد
فيه ٣٩ آية
ما وراء الطبيعة ورد فيها ٢١٩ آية، النصر ورد فيه ٧١ آية، الشريعة ورد فيها ٢٩ آية