وقد صُدِّر ذلك الكتاب بمقدمة، وتوطئة، وأربعة مباحث تحتوي على معالم عامة في سيرة ابن عاشور، وتعريف عامٍّ بتفسيره، ومنهجه فيه، وخلاصة ما اشتمل عليه مع مقدمة في علم البلاغة، ثم الشروع في إيراد اللطائف التي استخرجت من ذلك التفسير.
والكتاب المذكور يقع فيما يزيد على ألف صفحة.
وهو الآن في طور الإعداد للطبع.
وقد بدا لي بعد استخارة ومشورة أن تُفرد تلك المباحث، ويُزاد عليها مقدمة ابن عاشور على تفسيره، ومختارات من مقدماته العشر؛ لتكون كالمدخل بين يدي ذلك التفسير(١) وسميته:
(مدخل لتفسير التحرير والتنوير لابن عاشور)
وأخيراً أسأل الله _بأسمائه الحسنى وصفاته العلى_ أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر للشيخ ابن عاشور، وأن يسكنه فسيح جناته؛ إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
محمد بن إبراهيم الحمد
الزلفي: ص. ب: ٤٦٠
٢٧/٣/١٤٢٨هـ
جامعة القصيم _كلية الشريعة وأصول الدين_
www.toislam.net
alhamad@toislam.net
قبل الدخول في سيرة ابن عاشور، ومنهجه المجمل والمفصل في تفسيره _ يحسن التنبيه إلى الأمور التالية:
١_ أن هذا المدخل الذي يشتمل على منهج ابن عاشور في تفسيره أشبه ما يكون بالقراءة، أو الانطباع العام؛ فلم يكن المقصود _ابتداءً_ دراسة هذا الكتاب بقدر ما كان إبرازاً لمزاياه، ولفتاً للأنظار إليه.
وليس من ضرورة ذلك تتبع المؤلف في كل صغيرة وكبيرة، والوقوف عند كل شاردة وواردة في تفسيره.
٢_ أن ابن عاشور عالم كبير متفنِّن، وقد أمضى ما يقرب من أربعين سنة في تفسيره؛ فيحتاج في مناقشته في بعض الأمور إلى كبير مثله، أو مجموعة متخصصين في شتى الفنون؛ فلا يحسن _والحالة هذه_ أن يسارع إلى تخطئته؛ لقوة عارضته، وكثرة مخارجه، وجزالة عبارته، وإن كان هذا الأمر نسبياً، ويختلف من شخص لآخر.